بمبادرة من غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل، اجتمع ظهر اليوم عدد من وجهاء المحافظة وممثلي الجمعيات الخيرية في مقر الغرفة التجارية لبحث موضوع ولائم شهر رمضان المبارك، في ظل الأوضاع التي تعيشها المحافظة مع العدوان الإسرائيلي المتواصل للأسبوع الثاني على التوالي، كما أنها تأتي في ظل إضراب الأسرى الإداريين عن الطعام والذي اقترب من دخول شهره الثالث على التوالي، وقد حضر الاجتماع كلُ من: الشيخ حاتم البكري رئيس الجمعية الخيرية الاسلامية، والسيد شادي سدر رئيس جمعية الشبان المسلمين، والشيخ نبيل صلاح عضو لجنة زكاة الخليل، والسيد طلال أبوعيشة عضو جمعية الاحسان الخيرية، والشيخ فلاح ناصر الدين ممثل وزارة الاوقاف، وعدد من وجهاء الخليل منهم: عبد المعطي السيد، وعيد شاكر أبو اسنينه، والحاج زياد جابر، والحاج أبو اسماعيل الجعبري، والاستاذ عمر الزغير. إضافة لأعضاء مجلس إدارة الغرفة: أحمد القواسمي، واحمد حسونة، وعبده ادريس، ومحي الدين سيد احمد، ومحمد جميل أبو منشار.
وقد افتتح المهندس الحرباوي الجلسة بكلمة رحب فيها بالحضور، وأشاد فيها بتجاوب وجهاء المحافظة وممثلي الجمعيات الخيرية والمؤسسات الوطنية مع الدعوة للاجتماع، وقال أن فكرة الاجتماع نبعت من منطلق المسؤولية الاجتماعية ومن حرص الغرفة على المصلحة العامة، مؤكداً على ان الغرفة قد قامت بحصر مخزون التجار من المواد الغذائية الأساسية والتي تبين انها تكفي لمدة معقولة في حال الاغلاق التام. كما أكد على دعوة الغرفة لكبار المستوردين والتجار لزيادة كميات المخزون لديهم لرفع مستوى الأمن الغذائي، كما أكد على التواصل مع وزارة المالية لتسهيل عمليات الاستيراد وايصال المواد اللازمة لمخازن التجار دون عوائق، مشيداً بتجاوب الوزارة مع هذا الطلب.
كما أكد المهندس الحرباوي على ان الغرفة قد نفذت خلال الأيام الماضية بعدة فعاليات أهمها الاجتماع مع الجهات المسؤولة وإطلاعها على الوضع الاقتصادي للمحافظة، وأنها أرسلت رسائل للسفراء والقناصل الأجانب المعتمدين في فلسطين لوضعهم في صورة أوضاع المحافظة، والمطالبة بالضغط على إسرائيل لوقف حصارها المفروض على الخليل، كما تطرقت في مراسلاتها لأوضاع الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام احتجاجاً على اعتقالهم دون محاكمة، خلافاً للقوانين والأعراف الدولية.
وتحدث بعد ذلك عدد من وجهاء المحافظة عن الأوضاع التي تعيشها المحافظة، وتم نقاش موضوع الولائم وأموال الزكاة وآليات توزيعها على الفقراء والمحتاجين في المحافظة من خلال الجميعات ولجان الزكاة، حيث اجمع المتحدثون على شكر الغرفة التجارية لمبادرتها لعقد هذا الاجتماع، مؤكدين على الامكانيات الكبيرة لدى الجميعات ولجان الزكاة للتعامل مع هذا الموضوع لما لديها من بيانات وامكانيات تسخرها لخدمة فقراء المحافظة، كما أجمعوا على ان بعض الولائم قد تجاوزت الحد المعقول.
وقد خرج الاجتماع بعدد من التوصيات أهمها:
- الدعوة لاختصار ولائم رمضان على الأرحام.
- دعوة الأغنياء للتبرع من الزكاة والصدقات للفقراء والمحتاجين، ويمكن في هذا الصدد توكيل الجميعات ولجان الزكاة للقيام بهذا العمل نيابة عن الأغنياء.
- مراعاة الحالة التي تعانيها المحافظة في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل للأسبوع الثاني على التوالي، ومنها وقف تصاريح العمل والتجارة مما يؤثر سلباً على الوضع الاقتصادي العام.
- مراعاة الحالة التي يمر بها الأسرى المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية، ومراعاة ظروف أهالي الأسراى المتضامنين معهم منذ حوالي الشهرين.
- حث الناس على التعاون لفعل الخيرات في الشهر الفضيل.
- مطالبة وزارة الأوقاف بتضمين هذه التوصيات في خطبة الجمعة القادمة سعياً لنشرها وتعميمها على المجتمع.
وفي نهاية الاجتماع صدر عن المجتمعين بيان رسمي بالتوصيات المذكورة اعلاه.
وفيما يلي نص البيان الصادر عن الاجتماع
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن رجالات ووجهاء ومؤسسات مدينة الخليل
في ظل الأوضاع العصيبة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني، والناتجة عن العدوان الاسرائيلي على الأراضي الفلسطينية بشكل عام ومحافظة الخليل بشكل خاص, ونظراً للظروف القاسية التي يعاني منها الفقراء والمحتاجين والمساكين والأيتام, وفي ظل إضراب الأسرى الذي قارب من دخول شهره الثالث على التوالي، فقد قام وجهاء مدينة الخليل بالتداعي لعقد اجتماع في مبنى الغرفة التجارية في مدينة الخليل, وبعد نقاش معمق للظروف المحيطة, وقرب حلول شهر رمضان المبارك, فقد توجه المجتمعون بهذا النداء إلى الأخوة المواطنين الأفاضل:
أولا: توجيه التحية الكبيرة لإخواننا الأسرى البواسل الصابرين الثابتين على إضرابهم في مواجهة المحتل في قراراته الظالمة والتعسفية, حتى إطلاق سراحهم وخروجهم من السجون البغيضة وتنفس عبق الحرية, والعودة إلى أسرهم وأهلهم في أقرب وقت.
ثانياً: التأكيد على مبدأ التعاون بين الأخوة المواطنين انطلاقاً من قوله تعالى “وتعاونوا على البر والتقوى” حتى نصل إلى مجتمع متكافل ومتعاون ومتماسك، يسد الواحد منا حاجات الآخر.
ثالثاً: الوقوف إلى جانب الأيتام والفقراء والمحتاجين وأسر الأسرى والشهداء، وتقديم كل الدعم والعون والمساندة لهم من خلال إخراج الزكوات والصدقات، وسد احتياجاتهم، خصوصاً ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك الذي يتطلب من الجميع بث روح التآخي والتعاون.
رابعاً: اختصار الدعوات الرمضانية والإفطارات على الأرحام فقط، وعدم التكلف في هذه الدعوات، وتوجيه النظر نحو الفقراء والمساكين والأيتام وعلائلات الأسرى والشهداء، خصوصاً في ظل الأوضاع القاسية التي يعاني منها الجميع.
خامساً: الطلب من الأخوة خطباء المساجد توجيه المصلين في خطبة الجمعة القادمة للاختصار في الدعوات الرمضانية، وتقديم العون لجهة الفقراء والمساكين والمحتاجين.
سادساً: الابتعاد عن ادوات الزينة التي يقوم بها عدد كبير من الأخوة المواطنين بمناسبة حلول شهر رمضان، لأن هذا الانفاق هو إنفاق في غير طائل ولا هدف، وكذلك التوقف عن ممارسة ظاهرة الألعاب النارية لأنها تبذير للمال، وتعريض للنفس إلى الهلاك، كما أن فيها إزعاج للغير.
وختاماً نسأل الله أن يرحم شهداءنا، وأن يفرج كرب أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال، وأن يعيد علينا رمضان المبارك وقد تحقق لدينا الأمن والأمان والاستقرار، وأن تتعمق وحدة شعبنا ولحمته الوطنية.
وكل عام وشعبنا الفلسطيني وامتنا العربية والاسلامية بألف خير، سائلين الله العلي القدير أن يعيد علينا هذه الذكرى العطرة ونحن بألف خير، إنه سميع مجيب.
تحريراً في 21/6/2014م
رجالات ووجهاء محافظة الخليل