تحت رعاية معالي وزيرة الاقتصاد الوطني الفلسطيني عبير عودة ومعالي وزير الصناعة والتجارة والتموين الأردني المهندس يعرب القضاة وحضور وزير الزراعة الفلسطيني المهندس سفيان سلطان، افتتح مساء الإثنين معرض الصناعات والمنتجات الأردنية الثالث في مدينة الخليل بمشاركة ما يقارب 80 شركة أردنية من مختلف القطاعات، وذلك بتنظيم من غرفة صناعة عمان وهيئة تشجيع الاستثمار الأردنية، وبالشراكة مع غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل حيث يستمر المعرض ثلاثة أيام.
وتخلل مراسم الافتتاح الرسمي للمعرض تناول الحضور الماء والملح، تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام، كما عُرض فيلم وثائقي من إنتاج الغرفة التجارية، هو الأول من نوعه الذي يتناول اقتصاد محافظة الخليل بكافة قطاعاته الصناعية والتجارية والخدماتية والزراعية.
وفي كلمته الافتتاحية، رحب رئيس غرفة الخليل المهندس محمد غازي الحرباوي بالمشاركين والحاضرين، وأكد أن المعرض بنسخته الثالثة يأتي انطلاقاً من العلاقة الأخوية ورفع للتبادل التجاري بين البلدين، مشيراً الى أن القطاع الصناعي في فلسطين يعد أحد مكونات الاقتصاد الوطني ومحركه الأساس ويساهم بما يصل 12.7% من الناتج الإجمالي المحلي، ويضم حوالي 18 ألف منشاة صناعية، تشغل ما يزيد عن 80 ألف عامل.
وأكد الحرباوي على ضرورة استغلال الحوافز الاستثمارية في مجالات متعددة مثل الحجر والرخام والثروة الزراعية والحيوانية والسياحة وتكنولوجيا المعلومات وصناعات الأدوية وغيرها، مضيفاً “أنه وعلى الرغم من سياسة الاحتلال إلا أننا طورنا بيئة تشريعية وقانونية محفزة على الاستثمار في مقدمتها قانون تشجيع الاستثمار وقانون الشركات إضافة والنظام المصرفي والبنكي والمناطق الصناعية، ولم يتم إغفال اتفاقيات التجارة الحرة مع الدول العربية والاتحاد الأوروبي وامريكا وبعض دول أمريكا اللاتينية”.
وطالب الحرباوي بضرورة الضغط على الجانب الاسرائيلي لتسهيل حرية حركة المواطن والمستثمر الأردني بالدخول والاستثمار في فلسطين، وضرورة تفعيل الاتفاقيات بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني بخصوص حصول المستثمر الذي لا يحمل هوية فلسطينية على إقامة في فلسطين، ومعاملة المستثمر الفلسطيني حسب قانون تشجيع الاستثمار الأ{دني كأي مستثمر آخر، والاعتراف المتبادل بين المواصفات الأردنية والإسرائيلية مما يخفف عوائق التصدير من الأردن إلى فلسطين.
وشدد الحرباوي على ضرورة فتح جسر الكرامة على مدار 24 ساعة، وأن يعمل الممر التجاري سبعة أيام، وفتح معبر الأمير محمد التجاري، والضغط على الجانب الإسرائيلي من أجل دخول رجال الأعمال الفلسطينيين إلى الاردن بسياراتهم الخاصة كمرحلة اولى، اضافة الى اعادة النظر بالرسوم التي تدفع على الجسور (فلسطين اسرائيل الاردن) وطالب بإعادة النظر بقرار رفع رسوم جواز السفر الأردني.
بدوره أشار السيد عدنان غيث رئيس اللجنة التحضيرية للمعرض إلى دخول قطاعات جديدة في هذا المعرض من ضمنها المستحضرات الطبية والخدمات التعليمية وغيرها، ويشارك في المعرض ما يقارب 80 شركة من مختلف القطاعات مؤكدا السعي لإقامة شركات تجارية واستثمارية ورفع حجم التبادل التجاري بين البلدين والتمكن من مواجهة اجراءات وسياسات الاحتلال.
من جانبه عبر رئيس غرفة صناعة عمان زياد الحمصي عن تضامنه مع أسرانا البواسل المضربين عن الطعام ومعركة الأمعاء الخاوية التي يخوضونها متمنياً الانتصار على السجان.
وقال الحمصي: “يأتي هذا المعرض ضمن جهود غرفة صناعة عمان للترويج للصناعة الأردنية والبحث عن أسواق جديدة ونتطلع أن يتم تضاعف الصادرات الى فلسطين وعقد شركات استثمارية تسهم في تعزيز التبادل التجاري بين البلدين”.
وخلال كلمتها، نقلت معالي وزيرة الاقتصاد الوطني عبير عودة تحيات الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء د. رامي الحمد الله للقائمين والمشاركين في هذا المعرض والمباركة لفلسطين والأردن إقامة هذا الحدث الاقتصادي المتميز.
ووجهت عودة تحية إكبار وإجلال لأسرانا الأبطال في معتقلات الاحتلال الذين يخوضون معركة الإضراب عن الطعام لليوم الثاني والعشرين على التوالي، مؤكدة تقديم كل الدعم لمطالبهم من أجل نيل حريتهم وحقوقهم العادلة، ورحبت عودة بالوفد الضيف بالقول “أنه على الرغم من الظروف القهرية التي يعاني منها شعبنا، والألم والاضطهاد الذي يعانيه أسرانا، وتضامننا معهم، إلا أننا نرحب بكم دائما في بلدكم الثاني فلسطين”
وأشادت عودة بتنظيم هذا المعرض للسنة الثالثة على التوالي، مؤكدة انه يعكس مدى عمق العلاقات الأخوية المتينة والشراكة الحقيقية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، آملة أن يساهم في المزيد من المبادرات لزيادة مستوى التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات المتبادلة.
واعتبرت الوزيرة هذا المعرض بمثابة فرصة مميزة للتعرف على المنتجات الأردنية، وفرصة للتجار الفلسطينيين لبناء الشراكات بالإضافة إلى الحصول على الوكالات المباشرة من المصانع الأردنية، داعية رجال الأعمال الأردنيين المشاركين في هذا المعرض للحصول على وكالات توزيع أو تصنيع مشترك، بهدف دعم دخول المنتج الفلسطيني إلى السوق الأردني.
وأكدت الوزيرة أن وزارة الصناعة والتجارة والتموين في المملكة الأردنية الهاشمية تعمل بشكل وثيق مع وزارة الاقتصاد الوطني الفلسطينية لتسهيل إجراءات التصدير والاستيراد بين البلدين، وإيجاد الآليات اللازمة التي من شأنها الحد من المعيقات التي تشّكل حائلاً أمام حركة التبادل التجاري، ومن ضمنها تركيب الماسح الضوئي على الجانب الأردني.
وشددت الوزيرة أنه مازال العمل جارياً من أجل إنشاء شركة المنطقة الحرة الأردنية الفلسطينية المشتركة التي ستدير المنطقة اللوجستية وتقدم كافة الخدمات المطلوبة للمصدرين والمستوردين من الطرفين لتسهيل عمليات التبادل التجاري.
فيما استهل معالي وزير الصناعة والتجارة والتموين الاردني يعرب القضاه كلمته بالتأكيد على العلاقات المتينة بين البلدين الشقيقين مضيفا “تربينا على أن القضية الأولى هي قضية فلسطين فلا يهدأ لنا بال إلا بإقامة دولة فلسطين، مبيناً موقف بلاده الداعم والمساند لفلسطين في مختلف المجالات”.
وقال يعرب: “العلاقة بيننا لا تقاس بالارقام، فهي علاقة أخوية بامتياز لذلك نطمح بأن تكون علاقاتنا الاقتصادية بذات العلاقة والرباط الأخوي” متعهدا بتذليل المعيقات والمشاكل التي تحد من رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين بالتعاون والشراكة مع وزيرة الاقتصاد الوطني عبير عودة.
أما عطوفة محافظ الخليل كامل حميد فأشاد بالإضراب الأسطوري الذي يخوضه الأسرى المضربين عن الطعام ونقل تحيات سيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادة والشعب الفلسطيني إلى جلالة الملك عبد الله الثاني والحكومة والشعب الأردني الشقيق، مؤكداً “أن حرية فلسطين انطلقت من الأردن وسترفرف على ربوع الوطن”.
وأضاف حميد أن الخليل كباقي المدن الفلسطينية تعيش المعاناة من الاحتلال يومياً، لكن مع ذلك فإن هذا الشعب لن يتخلى عن أرضه ووطنه.
ودعا حميد إلى دعم فلسطين لكسر الاحتكار الإسرائيلي للسوق الفلسطيني وأن يكون هذا المعرض منطلقاً للشراكة الحقيقية وزيادة التبادل التجاري بين الجانبين مقدماً تحياته إلى رجال الأعمال الأردنيين الحاضرين والمشاركين في المعرض.
سعادة رئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس النواب الأردني خير الدين ابو صعيليك أثنى على الخليل ورجالها وكرم أهلها وأكد ان النواب الأردنيين ينظرون إلى العلاقات مع فلسطين بعيداً عن كل الأرقام والمصالح الضيقة فقد تعلمنا من فلسطين أن الحرية تعني ماء وملح، واكد على تبني مجلس النواب الأردنية عديد المبادرات لدعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه.
وقام الوزراء والمشاركون بقص شريط الافتتاح وبجولة على أجنحة المعرض واستمعوا الى شرح من العارضين حول المنتجات ومجالات التعاون مع شركائهم الفلسطينيين وإمكانية إبرام صفقات تجارية واقامة شراكات اقتصادية.
يذكر أن الوفد الأردني زار في مستهل زيارته إلى الخليل مقر غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل والتقى برئيس الغرفة المهندس محمد غازي الحرباوي وأعضاء مجلس الإدارة، وقاموا بجولة في معرض الصناعات الفلسطينية الدائم بمقر الغرفة حيث أبدى إعجابه بالمستوى التي وصلت إليها الصناعات الفلسطينية