التأكيد على عمق العلاقات بين فلسطين وجنوب أفريقيا، وبحث تطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين، كان من أبرز الملفات التي ناقشتها غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل مع سعادة سفير جنوب أفريقيا في فلسطين أحمد سليمان خلال زيارته مدينة الخليل.
ورحب رئيس الغرفة التجارية المهندس محمد غازي الحرباوي بالوفد الضيف، وقدم لهم نبذة عن محافظة الخليل شملت شرحاً عن البلدة القديمة ومعاناة سكانها من الاحتلال والاستيطان، مؤكداً أننا الدولة الوحيدة في العالم التي يحتاج بعض سكانها إلى تصاريح خاصة للوصول إلى منازلهم، مضيفاً أن سياسة الاحتلال لم تستثني الجانب الاقتصادي، حيث تغلق إسرائيل 512 محل تجاري بأوامر عسكرية مما يؤثر بشكل كبير على الحياة التجارية فيها.
وبخصوص تعميق العلاقات الاقتصادية مع جنوب أفريقيا، أكد الحرباوي اهتمام الجانب الفلسطيني لأن تكون جنوب أفريقيا ضمن البلدان التي نقيم معها علاقات تجارية وصناعية متميزة في مجالات متعددة، منوهاً أن الخليل تحتوي على 13 قطاع صناعي مثل صناعة الحجر والرخام والجلود والأحذية والصناعات البلاستيكية والذهب والمجوهرات وغيرها، وتصدر منتجاتها إلى بلدان عديدة حول العالم.
ودعى الحرباوي رجال الأعمال في جنوب أفريقيا إلى زيارة الخليل وعقد لقاءات ثنائية مع نظرائهم الفلسطينيين وتبادل المعلومات الاقتصادية التي تهم الجانبين للتعرف عن كثب على الصناعات والفرص الاستثمارية والتجارية في كلا البلدين.
بدوره تحدث مدير عام الغرفة التجارية المهندس جواد السيد عن القطاعات الصناعية في محافظة الخليل بشيء من التفصيل، وأكد أن مخزون الحجر والرخام في محافظة الخليل يشكل نحو 60% من المخزون الخام الطبيعي الموجود في فلسطين، وتشكل المحافظة 35% من القدرة الانتاجية لهذا القطاع، فضلاً عن تصدير منتجات الحجر إلى ما يزيد عن 60 دولة حول العالم.
وتطرق المهندس السيد إلى قطاع الصناعات الجلدية، حيث تعرف الأحذية الخليلية بجودتها العالية، ويقدر عدد المنشآت الصناعية في هذا القطاع بنحو 400 منشأة تشغل ما يربو عن 6000 عامل حيث يشهد هذا القطاع انتعاشاً ملحوظاً يعود بنا إلى سابق عهده حيث كان يشغل عشرات الآلاف من الأيدي العاملة.
وبخصوص قطاع الذهب والمجوهرات، أكد السيد أن هذه الصناعة تغطي 95% من حاجة السوق المحلي وتمثل محافظة الخليل 60% من القدرة الانتاجية لهذا القطاع، مؤكداً أنه يشهد ازدهارا كبيرا.
وأضاف السيد أن 98% من المنشآت الفلسطينية هي منشآت متوسطة وصغيرة ومتناهية الصغر، مما يشكل دافعاً للاهتمام والنهوض بها، خاصة أنها ذات أهمية كبيرة للاقتصاد المحلي.
بدوره أثنى سعادة السفير على صمود ونجاح الصناعات الفلسطينية رغم التحديات التي تواجهها، وعبر عن انفتاح جنوب أفريقيا، التي تملك عشرات القطاعات الإنتاجية، على الفلسطينيين، معتبراً أن أبواب جنوب أفريقيا مفتوحة للزيارة والاستثمار والتبادل التجاري وأن الشعب الفلسطيني مرحب به دائما، خاصة أن جنوب أفريقيا يربطها بفلسطين تاريخ نضالي متشابه، وصداقة تمتد لسنوات من الزمن خاصة في عهد الزعيمين الراحلين ياسر عرفات ونيلسون مانديلا.
وفي نهاية الزيارة اصطحب مساعد العلاقات العامة والإعلام في الغرفة التجارية نعمان السيوري الوفد الضيف في جولة لمصنع نيروخ للقبانات والموازين والأثاث المعدني حيث عبر السفير عن إعجابه بمدى التقدم الذي أحرزته الصناعات الفلسطينية.