استقبل المهندس محمد غازي الحرباوي رئيس غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل، معالي وزير الزراعة الفلسطيني الدكتور سفيان سلطان التميمي على رأس وفد كبير من الوزارة ضم عدد من موظفي الوزارة في رام الله والخليل، وذلك بحضور عطوفة محافظ الخليل كامل حميد، ورئيس مجلس أمناء جامعة بوليتكنك فلسطين أحمد سعيد التميمي، ونائب رئيس الغرفة التجارية عبد الحليم شاور التميمي، وعدد من أعضاء مجلس إدارة الغرفة، ومديرها العام، وحشد من الإعلاميين.
وفي بداية اللقاء، رحب الحرباوي بالوفد الضيف، وقدم تهانيه إلى معالي الوزير التميمي باستلام مهامه الجديدة متمنياً له دوام التوفيق والنجاح والنهوض بالقطاع الزراعي في فلسطين بشقيه النباتي والحيواني خلال فترة توليه، آملاً أن يكون هناك تواصل دائم بين الوزارة والغرفة التجارية.
وقد طرح الحرباوي عددا من المواضيع، أهمها تلبية متطلبات السماح بدخول جلود البقر والعجول من قطاع غزة وذلك لوفرتها في محافظات القطاع، لتلبية حاجة المدابغ في الضفة الغربية، خاصة في محافظة الخليل التي تحتضن أكثر من 12 مدبغة، مشيراً إلى أن تكون هذه الجلود مملحة وذات تغليف معقول وكذلك الحصول على شهادة وزارة الزراعة الفلسطينية بأنها من قطاع غزة، وتحضير نماذج معينة لإعداد الطلبيات وترتيب إدخالها إلى الضفة.
وفيما يتعلق بالأمن الغذائي طالب الحرباوي بتوفير اللحوم المبردة والحية بأسعار مقبولة، اقتداءً بدول مجاورة مثل الأردن التي لا يتعدى كيلو بعض أنواع اللحوم المبردة فيها 4 دنانير (ما يقارب 20 شيكل)، مطالباً الوزارة بضرورة إنشاء حظائر خاصة لاستيعاب ما يتم استيراده من المواشي واللحوم الحية، واستغلال الكوتا المسموح بإخالها بدون جمارك من المواشي سواء العجول أو الأغنام لمصلحة المواطن، وتذليل كافة الصعاب من أجل استيرادها من الدول المسموح الاستيراد منها ومطالبة الجانب الإسرائيلي بزيادة هذه “الكوتا”.
وأكد الحرباوي أنه في ظل انغلاق الأفق السياسي حالياً، لا بد من التوجه لدعم الاقتصاد الوطني وتثبيت المواطن على أرضه من خلال تأمين الصحة والتعليم والأمن الغذائي والاجتماعي له.
نائب رئيس الغرفة التجارية السيد عبد الحليم شاور التميمي، تحدث بشكل موسع عن المشاكل التي يعاني منها قطاع الدواجن، مشيراً إلى بعض القرارات التي اتخذت في السابق لإصدار تصاريح خاصة لمراقبة الدواجن المصابة بمرض إنفلونزا الطيور، والتي ما يزال المزارع يتحمل تكاليف رسوم إصدار هذه التصاريح حتى الآن دون وجود سبب لذلك. وفي سياق متصل، طالب التميمي بالسماح باستيراد “بيض التفريخ” من تركيا نظرا لأسعاره التفضيلية عن الدول الأخرى.
وعرج شاور التميمي على موضوع التهريب من المستوطنات إلى السوق الفلسطيني مما يؤدي إلى انخفاض قيمة المقاصات، بالتالي يتضرر كل من الحكومة والتاجر والمزارع من ذلك، مطالباً بشراكة حقيقية بين الحكومة والقطاع الخاص، لمواجهة هذه الظاهرة ودعم المنتجات الوطنية.
كما طالب شاور التميمي الحكومة بإعادة النظر بقوانين ترخيص المزارع، وفتح الأبواب أمام القطاع الخاص من أجل التنمية والابتعاد عن البيروقراطية ووضع العراقيل في المعاملات والاجراءات.
من جانبه عبر معالي وزير الزراعة عن سعادته بأن تكون الخليل أولى وجهاته في جولاته على المحافظات الفلسطينية، واعتبرها بأنها كبرى محافظات الوطن سكانياً واقتصادياً، وقدم شكره للغرفة التجارية ومجلس إدارتها على هذه الدعوة، معتبراً غرفة الخليل أنها البيت الاقتصادي الرائد في المحافظة.
وبخصوص الملفات التي قدمتها الغرفة في هذا الاجتماع، أكد معاليه أنه سيتعامل معها بإيجابية ومهنية، مؤكداً أن هذه المشاكل متراكمة وليست جديدة، وأن بعضها يحتاج إلى شيء من الوقت لمعالجتها، لافتاً إلى ان وزارته ستبذل كل جهدها لدعم الاقتصاد وقطاع الزراعة الفلسطيني، عملاً بتعليمات سيادة الرئيس محمود عباس في هذا السياق.
وأشار معالي الوزير إلى أن الكوتا التي تم إرساؤها على مجموعة من التجار، لم يلتزموا بالاستيراد كما هو مطلوب منهم لأسباب خاصة بهم، وسيتم إتاحة الفرصة من جديد لمن لديه القدرة على الاستيراد لتلبية حاجة المواطن الفلسطيني، وستناقش الأسعار معهم قبل قبولهم في الكوتا الجديدة.
واعتبر معاليه أن الدواجن سلة المواطن الفلسطيني من اللحوم وسيتم حل المشاكل المتعلقة فيها في أقرب وقت ومعالجة التقصير سواء من الوزارة أو التجار والمزارعين.
كما تم مناقشة بعض المواضيع الأخرى المرتبطة بالحجر البيطري على المواشي واللحوم الحية القادمة من الخارج لضمان سلامتها، إضافة إلى إخضاع المنتجات الزراعية الإسرائيلية لفحص السمية في مختبرات فلسطينية خاصة، مع التأكيد على ضرورة التعاون المشترك بين الغرفة التجارية ووزارة الزراعة لتذليل الصعوبات أمام المواطن والمزارع والتجر الفلسطيني.
يذكر أن رئيس الغرفة التجارية اصطحب معالي الوزير والوفد المرافق في جولة على المعرض الدائم للصناعة الوطنية في مقر الغرفة، وقدم لهم نبذة عن أهم الصناعات في محافظة الخليل.