طرحت غرفة الخليل عدداً من القضايا ذات البعد الاقتصادي والتي تضعها ضمن استراتجيتها للنهوض بالاقتصاد المحلي، آملة من هيئة الأمم المتحدة إيلائها الاهتمام، والضغط على الجانب الإسرائيلي لتقديم تسهيلات بشأنها.
جاء ذلك خلال استقبال رئيس غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل المهندس محمد غازي الحرباوي، وفداً من هيئة الأمم المتحدة ضم كل من السيد روبرت بايبر نائب المنسق الخاص للأمم المتحدة ترافقه السيدة شفا الجيوسي والسيدة منيا ابو الهوى، بحضور أمين سر الغرفة التجارية أحمد غازي القواسمي، ومديرها العام المهندس جواد السيد، والمستشار الاقتصادي لمحافظة الخليل نضال الجعبري.
ورحب المهندس الحرباوي بالوفد الضيف، مقدما نبذة سياسية واقتصادية وديموغرافية عن محافظة الخليل، وشرح معاناة سكان وتجار البلدة القديمة جراء ممارسات الاحتلال بحقهم، مؤكداً أننا الدولة الوحيدة في العالم التي يحتاج سكانها إلى تصاريح للوصول إلى منازلهم كما يحدث في منطقة شارع الشهداء المغلق بأوامر عسكرية إسرائيلية.
وفي موضوع يعتبر أحد الأولويات الاقتصادية للمحافظة -التي تشكل 40% من الناتج المحلي الإجمالي و45% من القدرة الإنتاجية للقطاع الصناعي الفلسطيني وتحتضن أكثر من 3000 منشأة صناعية- أطلع الحرباوي وفد الأمم المتحدة على حاجة الخليل الماسة لإنشاء منطقة صناعية فيها، مطالباً بالضغط على الإسرائيليين للموافقة على تحويل 1589 دونم من مناطق C إلى B حتى يتسنى إقامة منطقة صناعية عليها، حيث حصل الجانب الفلسطيني على موافقة إسرائيلية لإنشائها لكن الأخير يماطل بتحويلها إلى مناطق B.
وفي إجابته على سؤال المسؤول الأممي حول أهمية إنشاء منطقة صناعية في مناطق C، أوضح الحرباوي أن المصانع الموجودة حالياً في مناطق A تنتشر بين التجمعات السكانية حيث لا يمكنها التوسع، كما أن أسعار الأراضي في مناطق A مرتفعة جداً، وأن أي مشروع استثماري صناعي يحتاج إلى إنشاء بنية تحتية جديدة، مما يشكل إهداراً لرأس المال.
وفي موضوع متصل أكد الحرباوي أن المنطقة الصناعية ستعمل على تشغيل الأيدي العاملة حيث يعاني المجتمع الفلسطيني خاصة خريجو الجامعات من نسب بطالة عالية.
بدوره، أضاف مدير عام الغرفة التجارية المهندس جواد السيد بعض النقاط التوضيحية فيما يتعلق بسؤال المسؤول الأممي، بأن المنطقة الصناعية ستوفر ما بين 5 – 10 آلاف فرصة عمل، كما أنها ستوفر فرصة مهمة للاستثمارات الأجنبية لاسيما أن فلسطين لديها اتفاقيات اعفاء جمركي مع الدول العربية والاتحاد الأوربي والولايات المتحدة. كما تطرق للأهمية الاستراتيجية للمناطق (C) وضرورة الضغط باتجاه السماح بلااستثمار فيها في مجالات الاسكان لذوي الدخل المحدود والقطاع الزراعي والقطاع الصناعي.
وفي موضوع استراتيجية الغرفة التجارية أشار المهندس السيد إلى سعي غرفة الخليل لتأسيس أرض للمعارض لتكون منصة لعرض الصناعات الفلسطينية في خطوة تهدف إلى زيادة التصدير وإيجاد أسواق عالمية جديدة.
وعرج المهندس السيد على إنشاء حاضنة الأعمال هي الأولى على مستوى مجتمع الغرف التجارية الفلسطينية بجهود مشتركة من غرفة الخليل ومؤسسة التعاون ومؤسسة قيادات وجامعتي الخليل والبوليتكنك، مؤكداً الحاجة لتوفير تمويل جديد لها للاعوام القادمة، لضمان استمرارية عملها.
وضمن مطالب غرفة الخليل الأخرى أشار رئيس الغرفة التجارية المهندس محمد غازي الحرباوي أن اتفاقية باريس بحاجة ماسة إلى اعادة النظر في كافة بنودها، خاصة وأنه قد مر على توقيعها ما يزيد على عشرين عاماً، وقد اصبحت غير صالحة في ظل الأوضاع الاقتصادية المحلية والدولية الحالية.
وبخصوص قطاع الذهب والمجوهرات أكد الحرباوي أن إسرائيل تطبق القانون الإسرائيلي على مستوردات الذهب الخام مما يؤدي إلى عرقلة تطوير هذا القطاع الحيوي، رغم قدرته على النمو والتحول للتصدير إلى الخارج، إضافة إلى منع إسرائيل الجانب الفلسطيني من الحصول على بعض المواد الكيميائية بشكل رسمي مما يشكل عائقاً إضافية لتطور هذه الصناعة.
كما أشار الحرباوي إلى أن عدم السيطرة على مناطق C يؤدي إلى عدم السيطرة على الموارد المائية خاصة المياه الجوفية، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار المياه، ومعاناة الصناعات التي تستخدم المياه بشكل أساسي من ارتفاع أسعارها.
وبخصوص التنقل عبر جسر الملك حسين، طالب الحرباوي الأمم المتحدة بالضغط على الجانب الإسرائيلي لتقديم التسهيلات لمرور المسافرين والبضائع على المعابر الإسرائيلية خاصة جسر الملك حسين الذي يعتبر المنفذ الرئيس للفلسطينيين في الضفة الغربية إلى العالم، حيث يعاني المسافرون من إجراءات طويلة للمرور عبره، مما يهدر الوقت، إضافة إلى تكاليف التنقل الباهظة.
وتتكرر معاناة المواطنين الفلسطينيين على نقاط التفتيش خاصة التي تربط جنوب الضفة بشمالها، أهمها طريق وادي النار وحاجز الكنتينر الذي يؤثر على حياة المواطنين اليومية ويهدر الوقت كما يؤدي إلى ارتفاع أسعار نقل البضائع، وهناك مشروع جاهز لإنشاء طريق بديل، لكنه بحاجة إلى جهة ممولة.
ختاماً أشار الحرباوي إلى عدم سماح إسرائيل للمواطنين الفلسطينيين الذين يحملون جنسيات أخرى مثل الجنسيات الأوروبية والأمريكية من السفر عبر مطار بن غريون بذريعة أنهم يحملون الهوية الفلسطينية، مطالباً بتغيير هذا الوضع غير المقبول.
من جانبه، عبر المسؤول الأممي عن سعادته بهذه الزيارة، مؤكداً انه حصل على معلومات قيمة خلالها، كما عبر عن أمله أن يتم حل هذه المشاكل في أسرع وقت ودراسة آلية تقديم التمويل للمشاريع الاقتصادية التي طرحتها الغرفة التجارية مما يشكل رافداً مهما للاقتصاد الفلسطيني.
وفي ختام الجولة اصطحب مدير عام الغرفة التجارية الضيوف في جولة إلى شركة نيروخ للقبانات والموازين والأثاث المعدني، أطلعوا خلالها على التطور الذي تشهده هذه الشركة الرائدة في قطاع الصناعات المعدنية الخفيفة.