استقبل رئيس غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل المهندس محمد غازي الحرباوي وأمين سر الغرفة السيد أحمد القواسمي, ومدير عام الغرفة المهندس جواد السيد, الرئيس الجديد لبعثة التواجد الدولي المؤقت في الخليل السيد جاير هولمنس ومستشاره السياسي السيد جبريل مثنى صباح اليوم الثلاثاء في مقر الغرفة, حيث تم نقاش عددا من المواضيع ذات الاهتمام المشترك.
وفي بداية اللقاء رحب المهندس الحرباوي برئيس البعثة الدولية, آملاً أن تكون هذه الزيارة بداية لتوطيد التعاون بين الجانبين, وهنأه على استلام مهامه الجديدة, وقال بأن هذه الزيارة تأتي في الوقت الذي يسقط فيه شهيدين على ثرى خليل الرحمن, مستعرضاً أمامه الوضع السياسي والاقتصادي الذي تعيشه مدينة الخليل خاصة في ظل تقسيمها إلى منطقتين (H1 و H2) حيث تقع المنطقة الأولى تحت السيطرة الفلسطينية فيما تسيطر إسرائيل على المنطقة الثانية والتي من ضمنها البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي الشريف.
وقال الحرباوي بأن هناك أكثر من 500 محل تجاري مغلق بأوامر عسكرية إسرائيلية, وحوالي 1800 محل مغلق بسبب ضعف الحركة التجارية في البلدة القديمة, والناتج عن وجود نحو 400 مستوطن في قلب الخليل, مما ينغص على السكان الفلسطينيين حياتهم اليومية, ويؤدي إلى ضعف الحركة الاقتصادية والتجارية في تلك المنطقة الاستراتيجية والهامة.
كما تطرق الحرباوي إلى الاقتصاد في محافظة الخليل حيث أنها تشكل نسبة كبيرة من القدرة الإنتاجية الفلسطينية, و33% من حجم الصادرات مما جعل لها ثقلاً اقتصادياً هاماً على المستوى الوطني.
من جهته قدم مدير عام الغرفة المهندس جواد السيد عرضاً موسعاً لدور الغرفة وخدماتها وأنشطتها لتنفيذ دورها وتحقيق رؤيتها في النهوض بالإقتصاد المحلي والوطني, وعرج على بعض نشاطات الضغط والمناصرة التي تقوم بها غرفة الخليل, مثل المؤتمر الذي عقدته الغرفة لإنقاذ منطقة باب الزاوية من الخطر المحدق بها, حيث حذر من تهويد هذه المنطقة الإستراتيجية وتحويلها إلى منطقة تماس واحتكاك مستمر مع الاحتلال, ليتحقق بذلك الهدف الكبير للإحتلال الإسرائيلي بإغلاقها والسيطرة عليها.
كما أشار إلى نجاح الغرفة في تنظيم المؤتمر الإقتصادي الدولي الأول العام الماضي بمناسبة مرور 60 عاماً على تأسيسها, والذي حضره إلى جانب الوفود المحلية, وفود عربية وأجنبية من مختلف دول العالم.
وقدم السيد نبذة عن الحملة التي قامت بها الغرفة لنصرة الأهل في غزة, والصدى الذي لاقته هذه الحملة, حيث أن عدد الشاحنات التي تم إرسالها زاد عن 114 شانحة إضافة إلى تمويل شحن نحو 40 شاحنة بتبرع من الهلال الأحمر الكويتي.
من جانبه شكر رئيس بعثة التواجد الدولي غرفة الخليل على استضافتها وتعاونها, خاصة المعلومات والتقارير الاقتصادية المحدثة التي تقدمها لبعثة التواجد الدولي بشكل دائم, وعرج على العقبات التي تواجه البعثة في العمل على الأرض بسبب انخفاض عدد المراقبين, إضافة إلى قضية أمنهم وسلامتهم.
وقال رئيس البعثة أن من أبرز الأعمال التي تقوم بها بعثته في الخليل تقديم التقارير ومراقبة الأوضاع على الأرض, مثل وجود دوريات يومية لمراقبة وصول الأطفال إلى مدارسهم في مناطق التماس. كما قامت البعثة بالمساهمة في تقديم بعض المساعدات للمواطنين في البلدة القديمة مثل استصلاحها لبئر مياه صالحة للشرب يلبي حاجة 5000 مواطن فلسطيني.
السيد أحمد القواسمي أمين السر في الغرفة التجارية, شكر بعثة التواجد على جهودها التي قامت بها خلال الأعوام الماضية مثل دعم المخابز في البلدة القديمة, مشيراً إلى تفهمه بأن عمل البعثة يقتصر على المراقبة وكتابة التقارير لتوضيح الوضع السياسي والأمني والاقتصادي التي تعيشه مدينة الخليل, كما أعرب عن استعداد الغرفة في المشاركة في مشاريع مشتركة مع البعثة خاصة في الجانب الاقتصادي والتنموي وتقديم كل الدعم اللازم لذلك.
وفي نهاية اللقاء أعرب رئيس الغرفة عن سعادته بهذه الزيارة, وتمنى أن يكون تعاون مستقبلي وتنسيق للجهود ما بين الغرفة التجارية وبعثة التعاون الدولي للقيام بدور متكامل لتنمية البلدة القديمة والمناطق التي تقع تحت السيطرة الإسرائيلية.