استمراراً لنشاطات الدعم والمناصرة التي تقوم بها غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل ومحافظة الخليل، ضمن جهودهما إلى جانب مؤسسات الخليل الأخرى والحكومة الفلسطينية لتقديم الدعم والإسناد للبلدة القديمة، أقامت غرفة الخليل مساء الأحد الموافق 20 نوفمبر الجاري مأدبة عشاء عمل لنخبة من رجال الأعمال في المحافظة لجمع التبرعات لصالح صندوق دعم البلدة القديمة في الخليل، والمؤسسة الاستهلاكية التي انبثقت عنه.
وأوضح رئيس الغرفة المهندس محمد غازي الحرباوي أن غرفة الخليل ومؤسسات المحافظة الأخرى التي أقامت عدة حملات لدعم أهلنا في الداخل والخارج، لن تألو جهداً في دعم البلدة القديمة التي تقع في دائرة التهديد والتهويد الإسرائيلي ضمن سياسة ممنهجة لتفريغ سكانها الفلسطينيين منها وإحلال المستوطنين مكانهم.
وبالتفاصيل، بين الحرباوي أن هذه الجهود تأتي بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية التي قررت إنشاء صندوق خاص لدعم البلدة القديمة خلال جلسة سابقة لها في الخليل، وانبثق عنه إنشاء مؤسسة استهلاكية غير ربحية بهدف إنعاش البلدة القديمة ودب الروح فيها من جديد للعودة إلى سابق عهدها، حيث تبرعت الحكومة ب 100 ألف دولار لصالح الصندوق، فيما تبرعت غرفة الخليل ب 50 ألف دولار، واليوم يتم فتح الباب لاستقبال التبرعات من رجالات الخليل كخطوة أولى لإنجاح هذا المشروع.
كما أشاد الحرباوي بجهود لجنة إعمار الخليل التي أسسها الشهيد الراحل ياسر عرفات، لإنقاذ البلدة القديمة لافتا إلى حاجة البلدة القديمة الماسة لمثل هذه الجهود الوطنية للحفاظ على الهوية الفلسطينية لهذه المنطقة التاريخية والدينية المهمة.
وقدم الحرباوي شكره لجهود كل المؤسسات والمنشآت التي تقدم الدعم للبلدة القديمة مخصصاً شركتي الجنيدي والجبريني لتصنيع المواد الغذائية اللتان تفتتحان محلان تجاريان في البلدة القديمة منذ عدة سنوات وتسوقان منتجاتهما بأسعار مخفضة دعماً لصمود سكان البلدة وتحفيزا للمواطنين على زيارتها والتسوق منها، كما شكر كافة المحلات التجارية التي تفتح أبوابها وتعمل في ظل ظروف أقل ما يقال عنها بأنها بالغة الصعوبة.
بدوره بارك عطوفة محافظ الخليل كامل حميد هذه الإنطلاقة مؤكداً حرص الحكومة والقيادة الفلسطينية على إنقاذ البلدة القديمة، وأن هذا الصندوق يأتي ضمن الخطة الموضوعة لإعادة إحياء البلدة القديمة على المستوى الاستراتيجي، مردفاً أنه “تم إضافة شرط لحملة الكوبون المدعوم حكومياً من سكان البلدة القديمة بأن يتسوقوا من المحلات التجارية داخل البلدة القديمة”، مؤكدا أن ذلك يشجع أصحاب المحلات المغلقة على إعادة فتح محلاتهم أمام المتسوقين، حيث تضم البلدة القديمة ما يزيد عن 1600 محل تجاري، تغلق إسرائيل 512 محل بأوامر عسكرية، فيما أن معظم المحلات الأخرى مغلقة بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والتجارية فيها.
وتمنى حميد أن تشمل هذه الحملة سائر أنحاء الوطن ليكون لكافة المحافظات الفلسطينية بصمة في إنقاذ البلدة القديمة في الخليل من التهويد الممنهج لها من قبل سلطات الاحتلال.
وكان حميد قدم شرحا وافيا على الجهود التي تقوم بها الحكومة من خلال مكتب المحافظة مشيرا إلى أن ما تم صرفه حتى الآن تعدى 3.7 مليون دولار ببرامج مختلفة هدفت إلى دعم وإسناد سكان البلدة القديمة.
أما المستشار الاقتصادي لمحافظة الخليل السيد نضال الجعبري فقدم عرضاً عن الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي للبلدة القديمة وعرج على المعاناة اليومية لسكان البلدة القديمة جراء الممارسات الإسرائيلية بحقهم.
وأكد المتحدثون خلال كلماتهم أن جهود مؤسسات الخليل مستمرة لحماية البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي الشريف الذي يواجه حملة مستعرة لتهويده، حيث تم توجيه دعوة للصلاة بالحرم والتسوق من البلدة القديمة، مع التأكيد على دعم حكومي قريب لأسعار المحروقات في محطة إسو الواقعة على المدخل الشمالي للبلدة القديمة والتي افتتحت أبوابها من جديد مؤخراً بجهود خيرة من مؤسسات الخليل.
وافتتح باب التبرعات أمام الحضور حيث جادوا بعطائهم المعهود عن كرم أهل الخليل، فبعضهم تبرع بمبالغ مالية نقدية وآخرون بمواد عينية وتموينية مجانية للمؤسسة الاستهلاكية، والبعض الآخر قدم بضائع بسعر الجملة لمدة عام أو عامين لصالح المؤسسة.
وقد وصل المبلغ الإجمالي للتبرعات المقدمة من القطاع الخاص إلى 150 ألف دولار حتى لحظة كتابة هذا الخبر.
يذكر أن الحملة مستمرة وباب التبرعات لصالح البلدة القديمة مفتوح أمام الجميع، من خلال غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل.
وقد شارك في عشاء العمل بالغرفة التجارية لفيف من مؤسسات المحافظة على رأسها محافظة الخليل وملتقى رجال الأعمال ونقابة المواد الغذائية حيث كان للأخيرة دور لافت في دعم المؤسسة الاستهلاكية.