عشرون عاما مرت على آخر انتخابات لغرفة تجارة وصناعة الخليل,عشرون عاما لم يكن أمام مجلس الإدارة من خيار إلا الاستمرار بتحمل المسئولية وحمل الامانه التي تطوعوا لحملها وظنهم إنهم متطوعون لمدة أربع سنوات فإذا هم مجندون الزاميون لمدة عشرين سنه مكبلين بميثاق الإخلاص والوفاء الذي التزموا به عشية انتخابهم ,فصبروا وثبتوا وعاهدوا وصدقوا ما كلوا ولا ملوا ولا تذمروا ولا تأففوا ,أيقنوا انه قدرهم وان لمدينتهم حق عليهم وعرفوا معنى التكليف وما خطر ببالهم لفظ التشريف.
عشرون عاما ربما كانت الأصعب والأخطر والأكثر تقلبا وتغيرا في تاريخ المدينة,تغيرا بوتيرة محمومة ومفاجآت لا حصر لها وظروف بالغة التعقيد تستعصي على الشرح فكيف على الحل,ومع ذلك تكاتفوا وتعاضدوا وكانوا من أكثر الناس انسجاما واتفاقا وحرصوا على إيصال المدينة وغرفتها التجارية والصناعية إلى بر الأمان في بحر متلاطم الأمواج متعاقب الأعاصير.
نشهد لهم بالكفاءة والامانه والنزاهة ونظافة اليد وسعة الصدر والحرص على الانجاز وتغليب المصلحة العليا وخلق بنية تحتية عصرية لمؤسسة كانت تتسم بالبساطة والبدائية فحولوها إلى منارة اقتصادية نباهي بها الدنيا ونفاخر بها مؤسسات الوطن ويحسدنا عليها القاصي والداني.
من يريد ان يتعرف على انجازات مجلسنا الموقر اقترح علية ان يزور مبنى غرفة تجارة وصناعة الخليل ويتجول في أروقتها ويتأمل في عظمتها وفخامتها وروعة مبناها وتنظيم طوابقها وقاعاتها التي تصلح لاستضافة إي نشاط تحتاجه المدينة,وليتأمل الفكرة الخلاقة بالمعرض الدائم للمنتجات المحلية في الطابق الاول
الذي يغنيك عن ساعات من التجوال في المدينة ويقدم لك قلعة الصناعة في قاعة رحبة مهيبة.
والمكان ليس حجارة فقط بل هو خلية نحل بالغة التنظيم عظيمة الترتيب بكادر مؤهل مدرب متميز مبدع قادر على تسهيل معاملتك وتقديم الخدمة لك دون ان تشعر بأنك ضيف او مراجع فأنت صاحب بيت.
وبملامحه الخليلية يستقبلك رئيس الغرفة في مكتبة الذي لم يغلق بابه أبدا ولا يلزمك إذن للدخول عليه يلقاك هاشا باشا مرحبا وبيده الكريمة يقدم لك واجب الضيافة ويخجلك بعبارات الترحيب والمجاملة وبكل ايجابية يتعاطى مع قضيتك ولا يخرجك إلا مقضي الحاجة ما أمكن.
وإخوتنا أعضاء المجلس دخلوه شبابا واجبروا على البقاء فيه حتى شابوا كل شعرة بيضاء في مفرق كل واحد منهم تخبرك أنها ابيضت لأنه حل قضية او تبنى مشكلة او تصدى لخطر داهم مدينتنا او لأنه حمل الهم وتحمل الغم وهل في بلادنا أكثر من الهم والغم.
اقترح ان لا نفكر في شكرهم لان عطاءهم أعظم من ان نجد عبارات الشكر التي تليق به.و لغتنا قد لا تسعفنا في اختيار الألفاظ المناسبة التي توفيهم حقهم فشكرهم كما يليق بهم صعب كصعوبة أيامهم في خدمتنا وكصعوبة مهمة من سيأتي بعدهم ليجاريهم في عطائهم. ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله,وخير الكلام ما قل ودل : شكرا مجلس إدارة غرفة صناعة وتجارة الخليل.
م.طارق ابو الفيلات
رئيس اتحاد الصناعات الجلدية الفلسطينية