استقبل مجلس ادارة غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل وفداً ألمانياً رفيع المستوى ضم السيدة جوديث بوكن من مؤسسة سيكوا الألمانية والسيد فيرديناند فوكس من غرفة كولون الحرفية الألمانية والسيد ثورستين تريد مستشار ومقيم مشروع كولون الألماني الفلسطيني والسيد أورليخ شتاين والسيد تيسير اسعيد من مشروع كولون فلسطين. وتأتي زيارة الوفد بهدف تقييم نشاطات التدريب المهني والتقني في فلسطين المدعوم من الحكومة الألمانية عبر مؤسساتها المختلفة.
وقد رحب رئيس الغرفة التجارية المهندس محمد غازي الحرباي بالوفد الضيف، وقدم لهم نبذة عن الغرفة التجارية ونشاطاتها المختلفة، خاصة ما يتعلق بمركز التدريب المهني وحاضنة الأعمال، آملا ان يستمر التعاون مع غرفة كولون الحرفية لما فيه مصلحة القطاع الخاص، ولدوره الكبير في تعزيز فرص العمل لدى الشباب الفلسطيني، معرباً عن شكره لألمانيا الاتحادية حكومة وشعباً ولغرفة كولون الحرفية على دعمهم لنشاطات غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل خاصة ما يتعلق منها بالتدريب المهني والتقني.
وقد تم خلال اللقاء عرض فيلم الغرفة الاقتصادي، حيث أعرب اعضاء الوفد عن سرورهم بما شاهدوه من تنوع للقطاعات الانتاجية، والتي تبرر الاهتمام الكبير من غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل بالتدريب المهني والتقني لتوفير الايدي العاملة المؤهلة لهذه القطاعات الصناعية.
وقد قدم مدير مركز التدريب المهني التابع للغرفة التجارية السيد مجدي القاعود عرضاً حول انجازات المركز خلال العامين الماضيين، تم لتركيز فيها على عدد الدورات التدريبية وعدد المستفيدين منها وآليات اختيار المواضيع التدريبية والتي تقوم بالاساس على تحليل الاحتياجات التدريبية للشركات الصناعية وتطوير مناهج تتناسب معها وتؤهل الخريجين لخدمتها.
ورداً على سؤال طرحته لجنة التقييم، اكد المهندس الحرباوي ان الغرفة التجارية تعمل اليوم بالتعاون مع مختلف مراكز التدريب المهني والتقني في المنطقة، وستبقى على سياستها المبنية على التعاون والتكامل، مؤكداً أننا سنقوم على المدى الطويل بانشاء مختبرات تدريب متخصصة لكننا ان نتنافس مع المراكز والمختبرات القائمة حالياً، بل سنحرص على التكامل معها من خلال العمل على سد العجز في المختبرات النوعية غير المتوفرة حالياً في المحافظة.
وفي معرض الرد حول التحديات التي واجهت مركز التدريب خلال الفترة الماضية، أشار المهندس الحرباوي إلى ضرورة توعية المجتمع المحلي بأهمية التعليم والتدريب المهني وترويج مخرجاته على الصعيد المحلي، وتوعية الشركات بضرورة التوجه للغرفة التجارية لطرح مشاكلها التقنية المختلفة والتي تعتبر احتياجات تدريبية يتم التعامل معها على أساس تصميم برامج تدريب متخصصة لسدها، كما أشار الى مشكلة نقص التمويل الموجه للتدريب المهني والتقني والذي يلزم لإنشاء المختبرات وتغطية تكاليف الدورات التدريبية، إضافة لنقص الكفاءات المحلية القادرة على تنفيذ بعض التدريبات وتطوير المناهج التدريبية المتخصصة.
واكد الحرباوي ان غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل تعمل مع مختلف الشركاء المحليين والدوليين على تذليل العقبات المختلفة، وكان لجهودها بدعم من غرفة كولون ومن غيرها من الشركاء الاثر البارز في تذليل تلك العقبات، فقد اصبح التعليم المهني اليوم بوضع افضل من ذي قبل في عيون المجتمع، كما تم تفادي النقص في الخبرات من خلال العمل على تأهيل مدربين في مجالات متعددة، وكان اكثر هذه الدورات بالتعاون مع غرفة كولون، كما ان العديد من الشركاء المحليين والدوليين قد ساهموا وبشكل كبير في تغطية نفقات التدريب وتطوير المناهج التدريبية.
وفي اطار الحديث عن الخطوات المستقبلية لمركز التدريب المهني في غرفة الخليل اشار المهندس الحرباي ان الغرفة التجارية تعمل حالياً على دراسة الاحتياجات التدريبية للمزيد من القطاعات بعد النجاح في مجالات صيانة السيارات وقطاع البلاستيك ولحام المعادن، حيث ان الصبغة الصناعية لمحافظة الخليل تقضي بالاستمرار بتلمس احتياجات القطاعات المختلفة، والعمل على سد الاحتياجات الطارئة منها، وجدولة الاحتياجات غير الطارئة للفترات القادمة، مشيراً اننا اليوم بصدد التحضير لدورة متخصصة في صيانة المعدات والآلات الثقيلة التي تتطلب حالياً نقل هذه الآليات لإسرائيل من اجل الصيانة ما يسبب خسائر فادحة لأصحابها بسبب تعطل عملها لاسابيع نتيجة طول الاجراءات وارتفاع التكاليف.
وقد قام اعضاء الوفد الضيف برفقة رئيس واعضاء مجلس الادارة بجولة في مرافق المبنى شملت مختبر الحاسوب التابع لمركز التدريب وحاضنة الاعمال، كما قاموا بافتتاح دورة صيانة الأنظمة الهيدروليكية والتي يعقدها مركز التدريب المهني بالتعاون مع جامعة بوليتكنك فلسطين، وتهدف الدورة لتخريج مختصين في صيانة الانظمة الهيدروليكية المختلفة خاصة الآلات الصناعية.
وفي المحطة الأخير زار الوفد إحدى شركات الصناعات المعدنية في محافظة الخليل والتي استفاد عدد من موظفيها من دورة لحام المعادن التي عقدت مؤخراً، حيث تم عرض احتياج الشركة لمهارة لحام المعادن، وكيف أثرت هذه الدورة على اداء العاملين فيها، كما كام الوفد بجولة في اقسام الشركة واطلع على مختلف اقسام العمل، وابدى الوفد اعجابه بمستوى منتجات الشركة. متمنياً لها المزيد من التقدم في مجال عملها.
وفي نهاية الزيارة اعرب الوفد الألماني عن سعادته بما شاهده في غرفة الخليل، مؤكداً ان النتائج التي تم عرضها خلال الزيارة التقييمية تعطي انطباعات ايجابية، وتمهد أمام المزيد من الدعم للبرامج الجديدة التي تم اقتراحها من قبل اطقم الغرفة التجارية.