الخليل
مدينة فلسطينية، ومركز محافظة الخليل. تقع في الضفة الغربية إلى الجنوب من القدس بحوالي 35 كم، وتعتبر أكبر المدن الفلسطينية من حيث عدد السكان والمساحة بعد مدينة غزة، حيث يبلغ عدد سكانها قرابة 200 ألف نسمة، وتبلغ مساحتها 42 كم2.
أسس الكنعانيون المدينة في الألف الثالث قبل الميلاد، ومر عليها عدد من الغزاة عبر التاريخ. حيث تعرّضت الخليل هي وبقية فلسطين للغزو الأشوري والبابلي والفارسي والإغريقي والروماني والبيزنطي. فتحها العرب المسلمون في القرن السابع الميلادي. وإحتلها الصليبيون عام 1167م وبنوا كنيسةً فوق المسجد الإبراهيمي، ولكن القائد صلاح الدين الأيوبي استردها منهم بعد معركة حطين سنة 1187م. تطورت المدينة في العهدين المملوكي والعثماني، كما ازدهرت في فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، حيث تأسست بلدية الخليل عام 1927م لتشرف على التنظيم المدني ودعمه بالمرافق اللازمة وتطوير منشآتها والحفاظ على بيئة مدنية مناسبة للسكان. وللخليل أهمية دينية للديانات الإبراهيمية الثلاث، حيث يتوسط المدينة المسجد الإبراهيمي الذي يحوي مقامات للأنبياء إبراهيم، وإسحق، ويعقوب، وزوجاتهم. كذلك للمدينة أهمية اقتصادية، حيث تُعتبر من أكبر المراكز الاقتصادية الفلسطينية.
تُقسم الخليل حاليًا إلى البدة القديمة والحديثة، وتقع البلدة القديمة بمحاذاة المسجد الإبراهيمي الشريف. وهي عبارة عن أزقة وبيوت ودكاكين قديمة، وتحتوى على العديد من الأسواق. ولقد إحتلت إسرائيل محافظة الخليل بما فيها المدينة في حرب 1967 – بعد احتلالها نصف قضاء الخليل عام 1948، وقامت بمصادرة جزء كبير من المدينة لإسكان المستوطنين الأجانب فيها، وخاصة في البلدة القديمة.
في العام 1996 تم إنشاء لجنة إعمار الخليل بموجب مرسوم رئاسي من الرئيس الراحل ياسر عرفات، وقد قامت اللجنة بترميم المباني السكنية القديمة والمحلات وإعادة ترميم البنية التحتية للبلدة القديمة. وفي أعقاب اتفاق الخليل بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، الذي تم التوقيع عليه في 1997، تم تقسيم المدينة إلى منطقتين: منطقة (H1) والتي تشكل 80% من المساحة الكلية لمدينة الخليل وتخضع للسيطرة الفلسطينية. ومنطقة (H2)، وتشكل 20% من مساحة الخليل بقيت تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية فيما نقلت الصلاحيات المدنية للسلطة الفلسطينية.
التسمية
سميت مدينة الخليل بهذا الاسم نسبة إلى نبي الله إبراهيم الخليل، الذي يعتقد أتباع الديانات السماوية بأنه أبو الأنبياء. حيث يعتقد أنه سكن مدينة الخليل في منطقة الحرم الإبراهيمي بعد هجرته من مدينة أور السومرية. كانت تسمى بقرية أربع نسبة إلى ملك كنعاني اسمه أربع، وسميت بعدها حبرون نسبة للملك عفرون الحثي الكنعاني الذي باع المغارة لسيدنا إبراهيم دون مقابل وحسب الرواية التوراتية بأربعة شواقل وكان الشاقل العملة الكنعانية. سمّيت فيما بعد بالخليل ويبلغ عدد سكانها 320,000 نسمة.