الاحتفال بتخريج الدفعة الأولى من طلاب تصميم الأحذية في مقر غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل، ومناقشة النجاح الذي حققه التجمع العنقودي لصناعة الأحذية والجلود في صقل وتطوير الصناعات الجلدية الخليلية، وزيارة عدة منشآت صناعية ومؤسسات أكاديمية في المحافظة، كان من أهم المحاور التي تضمنتها زيارة معالي وزيرة الاقتصاد الوطني عبير عودة للغرفة التجارية اليوم الأربعاء.
وقد رحب رئيس الغرفة التجارية المهندس محمد غازي الحرباوي بمعالي الوزيرة والوفد المرافق، حيث طرح مجموعة من المواضيع المتصلة بصناعة الأحذية والقطاع الصناعي بشكل عام، أهمها حرص الغرفة على تطوير صناعة الأحذية باحتضانها للتجمع العنقودي لصناعة الأحذية والجلود “شغل الخليل” وتقديمها مقر دائم لمختبر الصناعات الجلدية في مقر الغرفة القديم، بالشراكة مع وزارة الاقتصاد الوطني، واتحاد الصناعات الجلدية وجامعة بوليتكنك فلسطين، وذلك إيماناً من الغرفة التجارية وشركائها بأن صناعة الأحذية إحدى أهم الصناعات الخليلية التي يجب الارتقاء بها لكي تعود إلى سابق عهدها حيث كانت تشغل ما يزيد عن 30 ألف عامل أما اليوم فقد انخفض هذا العدد إلى 4000 فقط، وأشاد بهذه المجموعة من الخريجين المتخصصين في تصميم الأحذية حيث اعتبرهم نتاجاً مهماً واستثماراً ناجحاً للنهوض بهذه الصناعة بخبراتهم التي اكتسبوها، وعبر عن انفتاح الغرفة التجارية لاحتضان تجمعات أخرى للارتقاء بالصناعات الوطنية المختلفة.
كما أشار الحرباوي إلى الحاجة الملحة لإنشاء منطقة صناعية في الخليل حيث تم الحصول مؤخراً على موافقة اسرائيلية مبدئية بالبناء في مناطق c””، داعياً معالي الوزيرة إلى الاهتمام بهذا الموضوع وطرحه على الحكومة الفلسطينية، حرصاً على الصناعات الوطنية ودعماً لها.
وأكد الحرباوي على حرص والتزام الغرفة التجارية بدعم البلدة القديمة، حيث أن العمل جار على تأسيس نظام داخلي للمؤسسة الاستهلاكية غير الربحية التي سيتم افتتاحها قريباً، استناداً إلى قرار مجلس الوزراء بدعم البلدة القديمة وتخصيص صندوق خاص لهذا الهدف بقيمة 100 الف دولار من الحكومة، و50 ألف دولار من الغرفة التجارية، إضافة إلى فتح الباب أمام القطاع الخاص للتبرع لصالح هذا الصندوق.
رئيس اتحاد الصناعات الجلدية المهندس طارق أبو الفيلات شكر الغرفة التجارية على كل ما قدمته لدعم صناعة الأحذية والجلود، وأكد على التناغم الكامل مع وزارة الاقتصاد الوطني في دعم هذا القطاع والنهوض به، منوهاً أن الاتحاد سيقدم خطة شاملة لتطوير هذه الصناعة بالاستناد إلى دعم الغرفة التجارية وجامعة بوليتكنك فلسطين والتجمع العنقودي لصناعة الأحذية، وشدد على أهمية هذا القطاع في تشغيل العاطلين عن العمل والتقليل من البطالة الفلسطينية، وأهمية مختبر فحص الجودة الذي سيتم افتتاحه قريباً في منافسة الصناعات العالمية في هذا المجال.
مدير مشروع التجمعات العنقودية في فلسطين المهندس محمود ابو عميرة تحدث عن انطلاقة مشروع “شغل الخليل” قبل عامين والنجاح الذي حققه في الحفاظ على هذه الصناعة وتطويرها، ليشمل أكثر من 80 عضواً، وشكر الدعم الذي قدمته الغرفة التجارية واتحاد الصناعات الجلدية لهذا التجمع، وبخصوص فكرة إنشاء مركز لفحص جودة الجلود والأحذية فأكد انها جاءت وفقاً لأحدث المعايير الدولية.
من جانبها شكرت معالي وزيرة الاقتصاد الوطني عبير عوده الغرفة التجارية على رعايتها ودعمها للتجمع العنقودي وقطاع صناعة الاحذية واعتبرت أن هذا الحفل يأتي تتويجاً لأنشطة تجمع صناعة الجلود والاحذية في الخليل، ويمثل قصة نجاح يحتذى بها للشراكة بين القطاعين العام والخاص، مضيفة “أننا الآن في مرحلة تقييم نتائج التجمعات العنقودية والمؤشرات تدل على التقدم في الانتاج والأداء وفتح الأسواق العالمية للتصدير”.
وأضافت الوزيرة انها متفهمة لتضرر قطاع الجلود والاحذية من الاستيراد وتحاول الحد من الأضرار، من خلال اختيار هذا القطاع ضمن 5 قطاعات، خصصت لها مشاريع عنقودية من خلال المنحة الفرنسية، مؤكدة على دعم الحكومة الكامل لأن يكون هذا القطاع مشمولاً في استراتيجية التصدير الوطني، والجاهزية الكاملة للتعاطي مع اية مبادرات لتطوير صناعة الأحذية والحفاظ عليه وعلى إرثه.
زيارة جامعة البوليتكنك، ومصنعي “أحذية” و”ذهب ومجوهرات”
وقد رافقت وزيرة الاقتصاد والوفد المرافق، رئيس الغرفة التجارية في جولة على مصنع توسيتي للأحذية حيث عبرت عن إعجابها بالجودة العالية للمنتجات وتنوعها مؤكدة على فخرها بصناعة الأحذية الخليلية كرافد مهم له ثقله في الاقتصاد الوطني.
وفي المحطة الثانية، توجه الوفد لجامعة بوليتكنك فلسطين واجتمع مع رئيس الجامعة الدكتور عماد الخطيب، حيث تحدث عن دور الجامعة في دعم صناعة الاحذية والجلود من خلال شراكته مع وزارة الاقتصاد وغرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل واتحاد الغرف التجارية في تطوير هذه الصناعة، مؤكداً على أهمية دعم الحكومة الفلسطينية للجامعات.
أما المحطة الثالثة والأخيرة، فقد زار الوفد مصنع مجوهرات القواسمي، الذي يعتبر من أكبر مصانع الذهب والمجوهرات في الوطن، حيث كان في استقبالهم مدير عام المصنع وأمين سر الغرفة التجارية السيد أحمد غازي القواسمي وقدم نبذة عن صناعة الذهب والمجوهرات والقفزة النوعية التي شهدها هذا القطاع خاصة في محافظة الخليل التي تحتضن أكثر من 58 مصنع للذهب، وتشكل 58% من الانتاج الفلسطيني (بما يعادل 4 طن من الذهب)، وقال بأن فلسطين اليوم تنتج 95% من احتياجاتها من الذهب ووصلت هذه الصناعة إلى مرحلة متقدمة لتنافس دول عربية وأوروبية عديدة، مؤكداً الجاهزية التامة للتصدير إلى الخارج حال السماح في ذلك.
كما تحدث رئيس الغرفة التجارية المهندس الحرباوي عن هذه الصناعة التي كانت حرفة في السابق، وأشاد بقرار القائد الراحل أبو عمار باعتبار الذهب مادة ادخارية معفاة من الجمارك، وطرح عدة مشاكل تعاني منها هذه الصناعة، أهمها قضية اختلاف القانون الاسرائيلي عن الفلسطيني فيما يتعلق بهذا القطاع، وقدم مجموعة من الحلول المقترحة، آملاً من الحكومة دراستها واتخاذ القرار المناسب في هذا الشأن، والتي تهدف بمجملها لتمكين هذا القطاع، والانطلاق نحو التصدير، بعد أن وصل إلى مرحلة النضوج والتطور.
من جانبها عبرت معالي الوزيرة عن دهشتها الكبيرة بما وصلت إليه هذه الصناعة، واكدت على اهتمامها بتطوير هذه الصناعة وحل المشاكل التي تعاني منها.