أكد القطاع التجاري في اتحاد الغرف الصناعية بفلسطين، أمس، العمل على إيجاد حلول لدعم القطاع الاقتصادي والتجاري في مدينة القدس في ظل استمرارية الحصار وبناء جدار الفصل العنصري وعزلها عن باقي محافظات الوطن.
جاء ذلك خلال اجتماع عقد في قاعة الامبسادور بحي الشيخ جراح وسط مدينة القدس المحتلة، الذي يعتبر الاول من نوعه، بمشاركة 13 محافظة من الضفة، بحضور رئيس الغرفة التجارية الصناعية العربية في القدس مازن سنقرط وأعضائها، خليل رزق رئيس اتحاد الغرف التجارية في فلسطين، ووزير القدس ومحافظها عدنان الحسيني، والحاج أحمد هاشم الزغير الرئيس السابق للغرفة التجارية.
وتخلل الاجتماع نقاش مفتوح حول الوضع الاقتصادي في القدس المحتلة خاصة وفلسطين عامة.
بدوره رحب مازن سنقرط رئيس الغرفة التجارية الصناعية العربية في القدس، بأمناء سر القطاعات التجارية القادمة من كافة القطاعات بالضفة. وأطلع المشاركين على الوضع الصعب الذي يمر به القطاع التجاري داخل اسواق البلدة القديمة وفرض الضرائب الباهظة، وسياسة اغلاقت المحلات التجارية وتراجع انعاش السوق التجاري والاكتفاء في المناسبات الدينية.
وقال سنقرط لـ “الحياة الجديدة”: عندما نتحدث عن المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية داخل البلدة القديمة فهي محور الصراع السياسي والاقتصادي بينما المواطن يتحدى الصراع الثبات في مدينة القدس.
وأوضح، أن نحو 35000 نسمة يعيشون داخل اسواق البلدة القديمة، لكن هناك ظروفا معيشية صعبة جدا، حيث ان متوسط حجم الشقة داخل البلدة القديمة 40 مترا مربعا فقط، ومتوسط حجم الشقة ما بين البلدة القديمة وداخل جدار الفصل العنصري 70 مترا مربعا.
واشار سنقرط الى أن الاصعب من ذلك ان نحو 14% من الاسر المقدسية تعيش داخل البلدة القديمة، يشاركون في الخدمات المعيشة مع جيرانهم، و12% يشاركون في الخدمات الصحية مع جيرانهم حرصاً من المواطنين سواء المسيحيون او المسلمون للحفاظ عن عقاراتهم.
وقال، إن نحو 7 الاف موظف يمارسون عملهم في الغرفة التجارية في الجانب السياحي والاقتصادي والصناعي في مدينة القدس، ولكن بعد 50 عاما مضت على احتلال هذه المدينة، الا ان الاحتلال الاسرائيلي يسمح فقط لـ 30 تاجرا فقط ان يعملوا في الغرفة التجارية في القدس.
وذكر أن الغرفة التجارية الصناعية العربية في القدس تأسست عام 1936، اي قبل تاسيس ما يسمي “دولة الاحتلال”، ومنذ اكثر من 16 عاما الغرفة التجارية مغلقة بقرار جائر من الاحتلال، حيث يتم تجديد القرار كل ستة أشهر.
وتابع سنقرط: نعمل جاهدين مع كافة الجهات الرسمية القانونية والحقوقية والسلطة الوطنية الفلسطينية للعمل على اعادة فتح الغرف التجارية والمؤسسات المغلقة في مدينة القدس المحتلة.
واستطرد سنقرط، أصرت الغرفة التجارية في القدس وبالتعاون مع الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية في فلسطين، ان يكون الاجتماع الدوري لرؤساء مجالس ادارة الغرف التجارية الصناعية في الضفة الغربية وقطاع غزة داخل مدينة القدس، حرصا منهم على دعم الغرفة التجارية في القدس، واستمرارية عملها، وللاطلاع على المشاكل التي يعاني منها التجار المقدسيون في البلدة القديمة.
بدوره قال خليل رزق رئيس اتحاد الغرف التجارية في فلسطين رئيس غرفة رام الله لـ” الحياة الجديدة”: شارك في هذا الاجتماع نحو 13 محافظة منها:” طولكرم قلقيلية، جنين، سلفيت، طوباس، نابلس، رام الله، اريحا، بيت لحم، الخليل، والقدس، لدعم ومؤازرة تجار القدس وللاطلاع على ماهو موجود تجارياً”.
واضاف: جئنا للاطلاع عن كثب على ما يعانيه تجار القدس، للعمل ولايجاد الحلول لانعاش الوضع الاقتصادي، مؤكداً أن العمل في القدس وانعاش اقتصادها واجب وطني وديني وواجب اقتصادي من قبل اتحاد الغرف التجارية في فلسطين .
وعبر رزق، عن اعتزازه وفخره بالغرفة التجارية الصناعية العربية في القدس وبمقدساتها الاسلامية والمسيحية.
وتخلل الاجتماع جوله داخل اسواق البلدة القديمة والاطلاع عن كثب والاستماع لما يعانيه التاجر، والتجوال داخل اسواقها ومشاهدة المحلات التجارية وفراغ الاسواق، كما ادى المشاركون صلاة الظهر في رحاب المسجد الاقصى المبارك.
وأطلع مدير عام اوقاف القدس الاسلامية الشيخ عزام الخطيب المشاركين على اوضاع الاقصى والانتهاكات الاسرائيلية التصعيدية والاقتحامات المتكررة واستمرارية منع ابناء الضفة من زيارة القدس والصلاة برحاب المسجد الاقصى.
وحيا وزير القدس ومحافظها عدنان الحسيني القطاع التجاري من ابناء الضفة على اللفتة الهامة، بعقد الاجتماع في مدينة القدس والاطلاع عن كثب على ما يعانيه التجار.
وطالب بإستمرارية عقد مثل هذه الاجتماعات في مدينة القدس وانعاش فنادقها ومحلاتها التجارية والعمل على زيارة القدس والاقصى من ابناء الضفة.