رغم ارتفاع درجات الحرارة، وارتفاع حدة المواجهات التي شهدتها ساحات المسجد الأقصى صباح هذا اليوم، وبعد جهود مكثفة من كافة أعضاء اللجنة التحضيرية، وتأجيلهم لعقد المهرجان العام الماضي بسبب الحرب الإسرائيلية الهمجية على قطاع غزة، تكللت جهود مؤسسات محافظة الخليل بالنجاح، بعد أن استطاعت إطلاق أضخم مهرجان للمنتجات الزراعية النباتية على مستوى الوطن تحت رعاية رئيس الوزراء د. رامي الحمد لله وحضور معالي وزير الزراعة الفلسطيني الدكتور سفيان سلطان، وحشد كبير من ممثلي المؤسسات الحكومية والأهلية والخاصة، وحضور لافت من أهلنا في الداخل ممثلين بالنواب العرب في الكنيست الإسرائيلي، ورجال أعمال من غرفة تجارة وصناعة الناصرة، ومزارعين ومواطنين ووسائل إعلام محلية ودولية.
وفي كلمة اللجنة التحضيرية، رحب المهندس بدر الحوامدة مدير مديرية زراعة الخليل بالحضور جميعاً، وشكر كافة أعضاء اللجنة التحضيرية للمهرجان على جهودهم الكبيرة في تنظيم وإنجاح عقد هذا المهرجان، كما شكر جميع المؤسسات الداعمة والراعية للمهرجان خاصة المشروع الدنماركي الراعي الماسي والرعاة الذهبيين.
وفي كلمة غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل التي احتضنت جميع الاجتماعات التحضيرية للمهرجان التي أشرف عليها كل من مدير عام غرفة الخليل م. جواد السيد ومدير مديرية زراعة الخليل م. بدر الحوامدة، وكانت تعمل كخلية نحل متواصلة طوال الفترة الماضية بمشاركة أعضاء اللجنة التحضيرية للمهرجان، أكد المهندس محمد غازي الحرباوي رئيس الغرفة التجارية على أن الخليل كانت ولا زالت وستبقى قلعة للاقتصاد الوطني، صناعة وتجارة “وعنباً” مشيراً إلى أن للقطاع الزراعي بعداً وطنياً من خلال تثبيت المزارع الفلسطيني على أرضه، منوهاً أن العنب الخليل يمثل أحد أهم الصادرات الزراعية إلى الخارج حيث يمتاز بالجودة والمذاق الذي وهبه الله إياه، مبيناً أن الأراضي المزروعة بالعنب في محافظة الخليل تشكل ما يقارب 22 ألف دونم يستهلك منها على نطاق المحافظة 40%، و35% إلى باقي محافظات الوطن، و25% يصدر إلى الأردن وغيرها من الدول المجاورة.
ولخص الحرباوي بعض التوصيات التي من شأنها للنهوض بالقطاع الزراعي الفلسطيني أهمها ضرورة توفير المياه، و حفر آبار إضافية، وتوفير الأراضي الزراعية في منطقة “c”، واستصلاح الأراضي الزراعية، والتوجه نحو التصنيع الزراعي، وتأسيس شركات زراعية مشتركة.
معالي وزير الزراعة د. سفيان سلطان ممثل دولة رئيس الوزراء، اعتبر أن القطاع الزراعي جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاقتصادي الوطني، لما يشكله من استيعاب للقوى العاملة، وحل لمشكلة البطالة، مؤكداً أنه يحمي الأرض من التهويد في ظل الهجمة الاستيطانية الشرسة، خاصة أن معظم الأراضي الزراعي تقع في مناطق C””، وان وزارة الزراعة تعمل على دعم المزارع الفلسطيني بإيجاد أسواق للمنتج الوطني بهدف توفير مستوى عيشة يمكن المزارع الفلسطيني الصمود في أرضه، مضيفاً أن إقامة مثل هذه المهرجانات تعمل على تطوير الخبرات والتجارب الفلسطينية وتنمية العمل التشاركي بين المؤسسات، وبين أن محصول العنب من اهم المحاصيل الزراعية في محافظة الخليل لما يشكله من نسبة عالية في القطاع الزراعي، ويعتبر إرثاً اقتصادية وتاريخياً في كل بيت فلسطيني.
عطوفة محافظ الخليل كامل حميد عرج على أهمية عقد هذا المهرجان معتبراً إياه دعامة أساسية للاقتصاد الوطني بشكل عام والقطاع الزراعي بشكل خاص، وقال بان هذا المهرجان يعقد في الوقت الذي تشهد فيه باحات المسجد الأقصى هجوماً شرساً من الجنود الإسرائيليين الذين يحاولون إفراغ المسجد من المواطنين الفلسطينيين والمصلين فيه، متمنياً أن يعقد هذا المهرجان في جنبات المسجد الأقصى المبارك تأكيداً على تمسكنا وعدم تفريطنا في ثالث الحرمين الشريفين، واهدى نجاح هذا المهرجان إلى الأسرى داخل سجون الاحتلال.
رئيس بلدية الخليل اعتبر أن هذا المهرجان عرساً وطنياً لفلسطين، متمنياً عقده سنوياً بشكل دوري لإبراز المنتجات الزراعية الوطنية، مطالباً القيادة الفلسطينية بدعم المزارع الفلسطيني لتثبيته في أرضه في ظل الاخطار الكبيرة المحدقة به على رأسها التمدد الاستيطاني ومصادرة الأراضي الزراعية.
من جانبه أكد رئيس مجلس العنب والفواكه الفلسطيني السيد فتحي ابو عياش أن هذا المهرجان يسلط الضوء على محصول العنب الفلسطيني ويشكل دعامة أساسية له وللمزارعين القائمين عليه.
ممثل المشروع الإقليمي الزراعي الدنماركي والراعي الماسي للمهرجان، شكر اللجنة التحضيرية على عقدها هذا المهرجان وأكد على دعم المشروع الدنماركي المتواصل للقطاع الزراعي في فلسطين.
ممثل برنامج الامم المتحدة الإنمائي (UNDP) أشاد بتميز المهرجان وحسن تنظيمه وتنوع المنتجات المعروضة فيه بمختلف أنواعها وأشكالها، وقدم شكره لجميع المؤسسات المشاركة في تنظيم المهرجان.
وقد صرح مدير عام غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل المهندس جواد السيد بأن جهود الغرفة إلى جانب المؤسسات أثمرت عن نجاح لافت في هذا المهرجان من خلال تجسيد ما قامت به اللجنة التحضيرية إلى عمل كبير ومميز على مستوى الوطن، مؤكداً أن رسالة المهرجان الأولى تكمن في تعزيز صمود المزارع الفلسطيني على أرضه، وضرورة وضع خطة تنموية شاملة لقطاع الزراعة الفلسطيني لزيادة مساهمته في الناتج الإجمالي المحلي والتي لا تزيد عن 5.5% حالياً.
يذكر أن المهرجان الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام، يضم إلى جانب أنواع العنب الخليلي ومشتقاته، أنواعاً أخرى من المنتجات الزراعية والصناعات اليدوية والحرفية والتراثية، ويتخلله فقرات ومسابقات ثقافية ووصلات فلكلورية وتراثية.