استقبل مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل وفداً برلمانياً بريطانياً برئاسة السيد جيريمي لوفروي في مقر الغرفة، حيث رحب المهندس محمد غازي الحرباوي بالوفد الضيف، وقدم لهم شرحاً مفصلاً عن محافظة الخليل شمل مجموعة من المؤشرات الاحصائية الاقتصادية والاجتماعية.
وأكد المهندس الحرباوي على العلاقات التاريخية بين الشعبين، مما يشكل داعماً للتقارب، خاصة وأن بريطانيا من أكثر الشعوب الأوروبية تعاملاً مع الشعب الفلسطيني مما يسهل على الحكومة البريطانية فهم متطلبات الشعب الفلسطيني واحتياجاته.
وتطرق المهندس الحرباوي لاتفاقية الخليل التي قسمت المدينة الى قسمين وادت لوضع جزء كبير منها تحت السيطرة الاسرائيلية، اضافة لوجود الاستيطان في قلب المدينة، وأثر ذلك كله على الاوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلدة القديمة.
كما تحدث المهندس الحرباوي عن مجموعة المعيقات التي تعترض سبيل تحقيق التنمية الاقتصادية في فلسطين، وعلى رأسها الاستيطان، والمناطق (ج)، ذاكراً التقرير الأخير للبنك الدولي الذي يؤكد على ضياع أكثر من ثلاثة مليارات ونصف المليار دولار على الشعب الفلسطيني نتيجة حرمانه من استغلال موارده خاصة في المناطق (ج)، إضافة لمشاكل المياه التي تسيطر عليها إسرائيل، وتمنع السلطة الوطنية من استخراجها. كما تحدث عن مشاكل المعابر وتقييد حرية الحركة للبضائع والأفراد، خاصة ما يتعلق بالتنقل بين الضفة وقطاع غزة، مما يؤثر بشكل كبير على الشعب الفلسطيني في شقي الوطن.
وأكد الحرباوي أن إسرائيل عمدت لتعقيد إجراءات استيراد العديد من السلع بحجة الاستخدام المزدوج، وأخرى من خلال حصص معينة لم تتغير منذ إنشاء السلطة الوطنية قبل تسعة عشر عاماً رغم ارتفاع عدد السطان بشكل كبير.
وقد أثار أعضاء الوفد البريطاني العديد من التساؤلات حول مواضيع الصادرات والطاقة وسيدات الأعمال والسياحة والمسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص والحد الأدنى للأجور المعمول به في فلسطين.
وفي معرض الرد على الاستفسار بخصوص سيدات الأعمال أكد السيد أحمد القواسمي أمين سر مجلس الإدارة على وجود وحدة خاصة بسيدات الأعمال في الغرفة التجارية لتشجيع سيدات الأعمال على الانضمام للغرفة، إضافة لحفل تكريم السيدات المنضمات للغرفة التجارية بمناسبة يوم المرأة الذي يصادف الثامن من آذار من كل عام، مستذكراً جهود الغرفة لتقديم خدمات متميزة في مجال تطوير الأعمال لهن.
وفي موضوع السياحة تطرق المهندس الحرباوي لوجود خطة عمل بين دول إندونيسيا والأردن وتركيا وماليزيا لتشجيع السياحة الدينية لفلسطين عبر الأردن، مع وجود قدرة لدى القطاع الخاص على تلبية احتياجات السياح في مجالات خدمات الإيواء والطعام مع تضاعف أعداد المطاعم والغرف الفندقية في جنوب الضفة في الآونة الأخيرة.
اما في موضوع الحد الأدنى للأجور فقد الحرباوي على وجود قانون يحدد الحد الأدنى للأجور في فلسطين بأربعمائة دولار أمريكي أو ما يعادلها، مؤكداً على حرص شركات القطاع الخاص على رعاية وتنفيذ نشاطات المسؤولية الاجتماعية وتشغيل الأشخاص ذوي الاعاقة لدمجهم في المجتمع.
وفي موضوع الطاقة، أكد المهندس الحرباوي على أن الطاقة التي تعتبر عصب الصناعة، تشكل اليوم عائقاً أمام نمو الصادرات بسبب ارتفاع تكلفتها على الشركات، مؤكداً على أن الغرفة تطالب الحكومة دوماً بالعمل على تخفيض اسعار الطاقة للقطاع الصناعي لتخفيض التكلفة الكلية للمنتج الوطني، مما يعطيه أفضلية لدى المستهلك المحلي، ويرفع قدرته التنافسية في الاسواق الخارجية. مشدداً على خدمات تطوير الأعمال والتسهيلات التي تقدمها الغرفة للمصدرين، ومنها على سبيل المثال تنظيم البعثات التجارية، وتعميمات المعارض الدولية، وشهادات المنشأ، والدورات التدريبية في مجالات التخليص الجمركي وسلاسل التوريدات وغيرها من المواضيع المتعلقة بالتصدير.
كما اكد المهندس جواد السيد في ذات السياق على ضرورة إيجاد آليات خاصة لدعم مدخلات الإنتاج بشكل عام للقطاع الصناعي، سعياً لتخفيض أسعار المنتجات النهائية وزيادة القدرة التنافسية للمنتج الوطني الفلسطيني محلياً ودولياً.
وفي موضوع تقييم مشروع تطوير الأسواق الممول من الحكومة البريطانية، أكد مدير عام الغرفة المهندس جواد السيد على أهمية المشروع للقطاع الخاص الفلسطيني من خلال تحمله لجزء من المخاطر المتعلقة بدخول الاسواق الخارجية، مشدداً على أن المخرجات المتوقعة للمشروع ستعمل على تشجيع الصادرات الفلسطينية وبالتالي زيادة نسبة التشغيل واستغلال الطاقات الانتاجية الكامنة، مما يخلق فرص عمل جديدة تسهم في التخفيف من حدة البطالة المنتشرة في المجتمع الفلسطيني، وخاصة بين فئة الشباب، إضافة لاستقطاب مغتربي الشتات الفلسطينيين وتشجيعهم على الاستثمار في فلسطين.
وطالب المهندس جواد الحكومة البريطانية من خلال الوفد البرلماني من الاستفادة من تجربة المشروع الهولندي الذي عمل على تقديم المساعدات المباشرة لشركات القطاع الخاص لزيادة قدراتها الانتاجية، وتصميم برنامج مماثل لدعم القطاع الخاص الفلسطيني من خلال الدعم المباشر للقطاع الصناعي.
وفي نهاية الزيارة رافق المهندس الحرباوي وأعضاء المجلس الوفد البريطاني بجولة في معرض الصناعات الدائم المقام في مبنى الغرفة، حيث أبدى رئيس الوفد السيد لوفروي إعجابه بمدة تنوع وتطور المنتجات الفلسطينية، متمنياً دوامالتقدم والتطور للغرفة التجارية والصناعات الفلسطينية.