عقدت غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل، بالتعاون مع جمعية الشبان المسيحية ورشة عمل بعنوان “مفاهيم وآليات مركزية حول تحسين واقع المشاركة الكاملة للأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل بما يتفق مع قانون العمل الفلسطيني” وذلك ضمن برنامج الدمج الاجتماعي والاقتصادي للأشخاص ذوي الإعاقة في فلسطين الذي تنفذه الجمعية.
وافتتح المهندس محمد غازي الحرباوي، رئيس الغرفة التجارية، ورشة العمل بكلمة رحب فيها بالحضور، مؤكداً على دور الغرفة التجارية في خدمة وتطوير القطاع الخاص، وخدمة المجتمع المحلي ضمن فعاليات المسؤولية الاجتماعية التي تنفذها بالتعاون مع مختلف المؤسسات، مشيراً إلى أن مجلس إدارة الغرفة يرحب بالتعاون مع الجميع لما فيه المصلحة العامة، حتى لو لم تكن المشاريع المقترحة ضمن مهام الغرفة الأساسية.
وتطرق المهندس الحرباوي لإحصائيات الأشخاص ذوي الإعاقة التي تشير إلى وجود قرابة 24 ألف معاق في المحافظة، مؤكداً حرص الغرفة التجارية على المساهمة في دمج هؤلاء في المجتمع، سعياً لتحويلهم إلى مواطنين منتجين، والاستفادة من خبراتهم وقدراتهم. مستذكراً ما تقوم به الغرفة التجارية من تخصيص دورات تدريبية متميزة لهذه الفئة من المجتمع، حيث عقدت الغرفة خلال الفترة الماضية عدة دورات للأشخاص ذوي الاعاقة كان منها: دورة الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب، ودورة السكرتاريا، ودورة المحاسبة بالكمبيوتر، ودورة صيانة الأجهزة الخلوية، وذلك إيماناً من الغرفة التجارية بدورها في خدمة هذه الشريحة، وبمسؤوليتها الاجتماعية.
كما تطرق المهندس الحرباوي لكون القطاع الخاص المشغل الأكبر للقوى العاملة، حيث ساهم في خفض نسبة البطالة من 27.5% بداية العام 2013 إلى 24.5% مع نهاية العام نفسه، مؤكداً ان الغرفة التجارية ستقوم بتشجيع وتحفيز الشركات، وخاصة الكبرى منها، على استيعاب عدد من الأشخاص ذوي الاعاقة للعمل في شركاتهم.
السيد مروان سلطان نائب محافظ محافظة الخليل، تحدث في كلمته عن أهمية دمج هذه الفئة اجتماعياً واقتصادياً، بحيث تتحول إلى فئة منتجة تعتمد على نفسها وتساهم في بناء الوطن، مشيراً إلى ضرورة تطبيق القانون الخاص باستيعاب الأشخاص ذوي الاعاقة في سوق العمل.
السيد علاء أبو عياش من جمعية الشبان المسيحية شكر بدوره الغرفة التجارية على تجاوبها وتعانها مع الجمعية، والذي كان له الأثر الأكبر في نجاح انعقادها، مؤكداً على دور ورش العمل في توعية المجتمع، ونشر ثقافة الدمج لهذه الفئة، كما تطرق لقانون الأشخاص ذوي الاعاقة الذي ينص على توظيف ما نسبته 5% من العاملين في أية منشأة من الأشخاص ذوي الاعاقة، مع ضرورة تأهيل المنشآت لاستيعابهم وتسهيل حركتهم داخلها.
وبعد ذلك قدم السيد زهران الطويل من مشروع الدمج الاجتماعي والاقتصادي عرضاً حول المشروع وآليات العمل المتبعة، متطرقاً لتفاصيل قانون الاشخاص ذوي الاعاقة الفلسطيني، كما تحدث عن احصائيات العمل والبطالة للاشخاص ذوي الاعاقة في فلسطين.
وقد تم خلال الورشة عرض عدد من قصص النجاح في توظيف الأشخاص ذوي الاعاقة في منشآت محافظة الخليل، حيث تحدثت الآنسة آمنة الموظفة في مستشفى الميزان عن تجربها الخاصة في هذا الإطار، فيما تحدث السيد إيهاب أبو مرخية، مدير الموارد البشرية في شركة الجبريني لمنتجات الألبان والمواد الغذائية عن تجربة الشركة في توظيف الأشخاص ذوي الاعاقة ضمن وظائف تناسب قدراتهم وأوضاعهم الصحية.
وقد اجمع المشاركون في الورشة على ضرورة دمج هذه الفئة في سوق العمل، بحيث تتحول إلى فئة منتجة تشارك في بناء الوطن، وتساهم في رفع القدرات الانتاجية للمنشآت المختلفة، مع التأكيد على ضرورة توفير التدريب المناسب الذي يصقل مهارات الأفراد بحيث يصبحوا قادرين على الانتاج في المواقع مختلفة، مشيدين بجهود غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل في هذا الإطار، والذي اوضحه المهندس الحرباوي في كلمته الافتتاحية للورشة.