هذا كان محور ورشة العمل التي عقدتها غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل بالتعاون مع الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني اليوم الأحد في مقر الغرفة بحضور رئيس وأعضاء مجلس إدارة الغرفة التجارية وثلة من رجال الأعمال والمؤسسات والمهتمين ولفيف من وسائل الإعلام.
وفي كلمته الافتتاحية، رحب المهندس محمد غازي الحرباوي رئيس الغرفة التجارية بالحضور، وقدم شكره لجهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني على هذه الورشة النوعية، مؤكداً على عمق العلاقة الاستراتيجية بين القطاع الخاص والإحصاء، لما تشكله مخرجاته من دراسات وبيانات وإحصائيات من أهمية في حياة المجتمع بشكل عام، ومجتمع الأعمال على وجه الخ صوص.
السيد توفيق نصار مدير دائرة المسوح في جنوب الضفة شكر الحضور لاهتمامهم بنشاطات جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، وأكد في كلمته على العلاقة الاستراتيجية مع الغرفة التجارية التي اعتبرها شريكاً أساسياً لا يتوانى عن تقديم الدعم والتسهيلات اللازمة لإنجاح نشاطات الجهاز في محافظة الخليل.
السيد حسام خليفة مدير دائرة التجارة الخارجية في الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني أكد على أهمية عقد هذه اللقاءات، مشيراً إلى أن الاحصائيات المرصودة تمثل القيم المسجلة في الأوراق الرسمية، والتي قد تختلف عن الواقع بنسب معينة، كما أشار إلى أن الجهاز يعتمد معايير إحصائية دولية تمكن مستخدم البيانات من مقارنة الإحصائيات بين فلسطين وبين دول العالم المختلفة.
السيد فائد ريان مدير الإحصاءات المالية والحكومية قدم عرضاً مفصلاً شمل الحديث عن أساسيات الاقتصاد وكيفية الموازنة بين العرض والطلب، وكيفية الحصول على المنتجات التي يطلبها المجتمع، وكيفية تصريف المعروض من المنتجات المتوفرة، كما تحدث عن آليات جمع البيانات ومصادرها.
وتطرق السيد ريان للحديث عن القطاعات الاقتصادية المختلفة، ومساهمة كلٍ منها في الناتج المحلي الاجمالي، كما شرح بالتفصيل أنواع المسوح الاقتصادية التي يصدرها الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني بشكل دوري، والتي تستخدم بشكل كبير في اتخاذ القرارات الاستثمارية، وعرض نماذجاً من استمارات جمع البيانات وعرج على الحقول الواردة فيها، كما تحدث بشيء من التفصيل عن الميزان التجاري وكيفية حسابه، وعرض رسوماً بيانية للميزان التجاري السلعي خلال الأعوام 1995-2014. متطرقاً لأهم الشركاء التجاريين الخارجين على شقي التجارة الخارجي: الاستيراد والتصدير.
وعرض السيد ريان أمثلة حية من الصادرات السلعية الحالية والتي تحتل مركزاً هاماً في الصادرات الفلسطينية للعالم، وتطرق خلال كلمته للقطاعات الواعدة، والتي تتمتع بفرص تصدير كبيرة ويمكن لها أن تقلل من قيمة العجز في الميزان التجاري إذا ما تم استغلالها بالشكل الأمثل.
وفي ختام كلمته تطرق السيد ريان للحديث عن الاستخدامات الرئيسية للبيانات الاحصائية والتي تتمثل في: دراسات الجدوى الاقتصادية للمشاريع، قياس حجم السوق المستهدف من خلال بياناته الاحصائية، العمل على احلال الواردات من واقع البيانات الاحصائية للتجارة الخارجية، إضافة للسعي لتحفيز صادرات بعض القطاعات الواعدة والتقليل من عجز الميزان التجاري.
بدوره قدم عضو غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل ومدير عام شركة نيروخ للأثاث المعدني السيد نافذ نيروخ نبذة عن عمل الشركة منذ تأسيسها إلى الوقت الحالي مؤكداً على الجودة العالية للمنتجات الفلسطينية، معرجاً على أهمية استخدام البيانات الاحصائية الرسمية في اتخاذ القرارات الداخلية للشركة سواء على صعيد الإنتاج أو التسويق أو غيرها.
وقد أثار الحضور العديد من الأسئلة حول كيفية استخدام البيانات الاحصائية بالشكل السليم، وتقليل مخاطر استخدام تلك البيانات والتي قد تفتقر للدقة العالية في بعض القطاعات غير المنظمة، إضافة للحديث عن محاذير استخدام بيانات خارجية أو تقديرات من المؤسسات الدولية التي تسعى في بعض الاحيان لتسليط الضوء على قضايا معينة.
وقد صرح المهندس محمد غازي الحرباوي بأن هذه الورشة تعتبر ورشة نوعية ومتميزة من حيث المضمون والمحتوى، وأكد أن غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل لن تتوانى عن تقديم خدمة التوعية والتثقيف لأعضاء هيئتها العامة لتمكينهم من المنافسة في ظل بيئة الأعمال الحالية التي تتسم بالخطورة وعدم التأكد في ظل الأوضاع السياسية القائمة في فلسطين.