استكمالاً لفعاليات مهرجان العنب الفلسطيني 2017 والذي عقد في نسخته الأخيرة على شكل أيام تسويقية للعنب ومنتجاته في مدن الخليل ورام الله ونابلس، عقدت اللجنة التحضيرية لمهرجان العنب الفلسطيني فعاليات اليوم الإرشادي للعنب 2018، تحت رعاية معالي وزير الزراعة د. سفيان سلطان وعطوفة محافظ الخليل كامل حميد في مقر غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل وبالشراكة مع وزارة الزراعة ومجلس العنب الفلسطيني.
ويأتي هذا اليوم الإرشادي بهدف توعية المزارع الفلسطيني بالعديد من القضايا التي تتعلق بمنتج العنب -الذي يعتبر محصولاً زراعياً فلسطينياً استراتيجياً- ضمن ثلاثة محاور أساسية هي الانتاج والوقاية والتسويق، وذلك لتمكين المزارع من الاطلاع على آخر ما وصلت إليه زراعة العنب من تقدم، لتمكينه من منافسة المنتجات التي تدخل السوق من مختلف المصادر.
وفي كلمته الافتتاحية رحب رئيس الغرفة التجارية المهندس محمد غازي الحرباوي بالحضور وأكد أن هذه الفعالية الاقتصادية الزراعية التي تختص بمحصول العنب الفلسطيني لها أهمية كبيرة كونها تهتم بتطوير ورعاية هذا المحصول الإستراتيجي الوطني الذي يتميز بأصنافه وأنواعه ومنتجاته المتعددة، مؤكداً على ضرورة القيام بحملات توعية بالعنب من حيث الزراعة والإنتاج والوقاية وصولاً إلى تسويقه محلياً ودولياً، كما تقدم بجزيل الشكر إلى كل الجهات التي ساهمت في إنجاح هذه الفعالية التي تأتي استكمالاً لفعاليات مهرجان العنب الفلسطيني 2017.
بدوره، أكد معالي وزير الزراعة الفلسطيني الدكتور سفيان سلطان على أهمية دعم الاستثمار والتنمية في القطاع الزراعي الذي يساهم في الناتج المحلي الإجمالي الفلسطيني بنسبة تتجاوز 15%، مؤكداً أن المنتجات الزراعية المحلية تلبي حاجة السوق المحلي بنسبة جيدة، وأن عديد منتجاتها تصدر إلى الخارج، ونوه إلى سن عدة قوانين جديدة خلال السنوات الماضية لضبط وتطوير القطاع الزراعي في فلسطين، إضافة إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات لدعم وتطوير المزراع الفلسطيني منها إنشاء صندوق درء المخاطر والتأمينات الزراعية، وإنشاء مؤسسة فلسطينية للإقراض الزراعي لخدمة صغار المزارعين وغيرهما.
أما عطوفة محافظ الخليل كامل حميد فشكر غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل لدورها الريادي في عقد الفعاليات الاقتصادية على مستوى الوطن خاصة المؤتمرات الاقتصادية بنسخها المختلفة والنجاح الكبير الذي سجلته في هذا الجانب، وأكد على ضرورة دعم وتثبيت المزارع الفلسطيني في أرضه ودعم المنتج الزراعي المحلي بكافة أصنافه، منوهاً إلى إسهام هذه الفعاليات الاقتصادية في دعم الاقتصاد الفلسطيني وإثراء المعلومات لدى المزارعين والمهتمين لتطوير محاصيلهم الزراعية.
وثمن رئيس مجلس الفواكه الفلسطيني فتحي ابو عياش فعالية اليوم الإرشادي للعنب لأهميتها في الارتقاء بواقع المزارعين وتحدث عن ضرورة حماية ودعم المزارعين الفلسطينيين وتثبيتهم في أراضيهم وتقديم الدعم لهم خاصة إثر المعاناة الثنائية التي يتعرضون لها من الجانب الإسرائيلي ومن الظروف الجوية الطبيعية خلال فصلي الشتاء والصيف، منوهاً إلى ضرورة إيجاد الحلول الممكنة لإنقاذ هذا القطاع.
أما ضيف الشرف لليوم الإرشادي للعنب، سعادة النائب السابق في الكنيست الإسرائيلي طلب الصانع فأكد على أهمية دعم المزارع والبحث العلمي والنهوض بالواقع الزراعي، مؤكداً أن هذا اليوم يعكس الرؤية لتطوير القطاع الزراعي، مشددا على أهمية صمود المزارع في أرضه من خلال زراعتها وفلاحتها ودعمه في ذلك.
وبين مدير مديرية زراعة الخليل وعضو اللجنة التحضيرية لمهرجان العنب الفلسطيني م. أسامة جرار أبرز النقاط والتوصيات التي وضعتها اللجنة التحضيرية لمهرجان العنب، وأهمها أن تنتقل فعاليات مهرجان العنب إلى أيام تسويقية في المدن الفلسطينية على غرار النسخة الأخيرة من المهرجان والتي شهدت نجاحاً كبيراً، بمشاركة مزارعين وجمعيات نسوية عديدة، إضافة إلى إعادة عقد الأيام الإرشادية للمزراعين خلال النسخ المقبلة من المهرجان للسنوات القادمة.
وقد خرجت المحاور الثلاثة للجلسات التي قدمها خبراء ومختصين في مجال محصول العنب بعدة توصيات أبرزها: اتباع العمليات الزراعية التي تؤدي الى جودة ثمار العنب مثل التقليم الشتوي والصيفي، وضرورة تعليم وتدريب المزارعين على تقنيات ما بعد الحصاد، وعمل دورات تدريبة للمزارعين للوصول الى المواصفات الفلسطينية المطلوبة، وضرورة عقد لقاءات ومحاضرات وبرامج إرشادية حقلية لتوضيح أهم الآفات التي تصيب العنب، والتوصية بإنشاء مشاتل أمهات وأصول مطاعيم خالية من الأمراض، إضافة إلى محاولة التقليل من حلقات التسويق وذلك لزيادة العائد الاقتصادي على المزارع.