احتضنت غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل ظهر اليوم الأحد فعاليات اختتام مشروع “الشبكة الثقافية المتوسطية لتعزيز الإبداع في مجال الفنون والحرف والتصميم لتأهيل وتجديد المجتمعات في المدن التاريخي “MEDNETA”، والممول من الإتحاد الاوروبي، وذلك ضمن برنامج “التعاون المشترك عبر الحدود لحوض البحر الأبيض المتوسط (ENPI CBCMED)”.
ويهدف المشروع الذي انطلق منذ ما يقارب العامين، إلى إعادة الاعتبار للحرف والفنون في المدن التاريخية في حوض البحر الأبيض المتوسط، وتطوير البيئة العمرانية التاريخية لتساعد على إعادة إحياء هذه الحرف. وشارك به سبع مؤسسات تعليمية وبحثية من فلسطين واليونان وإسبانيا، وإيطاليا، ولبنان، وتونس حيث تم الوصول إلى نتائج دراسة تحليلية تضع استراتيجيات حضرية مستدامة لتنشيط وضع المدن التاريخية السبع التي اختيرت في المشروع وهي (الخليل وبيروت وفلورنسا وباليرمو وتونس وأثينا وفالنسيا) وتأسيس شبكة للفنون والحرف لمدن البحر المتوسط، لتنشيط حوار الثقافات.
وقد رحب رئيس غرفة تجارة الخليل المهندس محمد غازي الحرباوي بالحضور، وشكر الجهود التي قامت بها جامعة بيرزيت التي مثلت فلسطين في هذا المشروع، مؤكداً على حرص الغرفة التجارية على الشراكة مع المؤسسات الأخرى للنهوض بالواقع السياحي للخليل خاصة البلدة القديمة من خلال تطوير الصناعات والتقليدية والحرفية التي تعتبر مصدر دخل أساسي للسياحة .
وأوضح الحرباوي أن غرفة الخليل احتضنت هذا المشروع منذ بدايته وهي مستعدة لأن تكون حاضنة للعاملين في هذه القطاعات الحرفية والتقليدية وتقدم الدعم اللازم لتحقيق أهدافها والنهوض بها.
من جانبه شكر المستشار الاقتصادي لمحافظ الخليل نضال الجعبري الغرفة التجارية على احتضانها المشروع وعلى تعاونها والعمل مع المؤسسات الأخرى مثل البلدية ولجنة الإعمار وجامعة بوليتكنك فلسطين، ومديرية التربية والتعليم، للارتقاء بالخدمات التي تقدمها خاصة السياحية منها، مضيفاً أن المحافظة تعمل على تطوير الخدمات السياحية عبر برامج متعددة بالتعاون مع الأمم المتحدة.
وعبر مدير لجنة الإعمار عماد حمدان عن سعادته للوقوف على نتائج الدراسة التحليلية والتي تشير إلى وجود منهج علمي لمعرفة مصير هذه الحرف، وقدم شكره للقائمين على الدراسة خاصة جامعة بيرزيت التي مثلت فلسطين، آملاً بالحصول على تمويل لتأهيل مركز دائم في البلدة القديمة لهذه الحرف التقليدية.
أما مدير المشروع وأستاذ الهندسة المعمارية في جامعة بيرزيت د. شادي الغضبان فأوضح أن اختيار مدينة الخليل لتطبيق المشروع فيها جاء لما تتميز به المدينة من حرف تراثية تقليدية كالسيراميك والزجاج والخزف، وتحدث عن آلية العمل قائلاً: “شمل المشروع عقد لقاءات وورشات تحضيرية بالإضافة الى مسح ميداني اجراه فريق المشروع شمل كافة المشاغل الحرفية في مدينة الخليل والبلدة القديمة في الخليل ، تلا ذلك ورشات عمل قطاعية و ورشة عمل تحليلية مع العاملين في هذه الصناعات لتقييم وتحليل واقع هذه الصناعات ونقاش الآفاق المطلوبة ووضع آليات للتطوير، بالإضافة الى ورشات عمل تدريبية كان نتاجها تطوير 10 نماذج لهذه الصناعات لترويجها محلياً وعالمياً”.
وحول نتائج المشروع قال د. الغضبان أن المشروع قد وضع استراتيجيات حضرية مستدامة لتنشيط وضع المدن التاريخية الاجتماعي والاقتصادي لتجديد الحرف والفنون والتصاميم الابداعية، وصياغة أشكال دائمة جديدة للتعاون الثقافي والاقتصادي عبر الحدود، وتشكيل شبكات الفنون والحرف والتصاميم بين المدن المشاركة في المشروع، وتشجيع الابتكار من خلال تطوير أوجه التآزر وتبادل أفضل الممارسات ونقل المعرفة وبثّ التكنولوجيا الجديدة، إضافة إلى تأسيس شبكة للفنون والحرف والتصاميم لمنطقة حوض البحر الابيض المتوسط باعتبارها مختبرا افتراضيا مفتوحا على حوار متعدد الثقافات ومرصدا للإشراف على سير العمل في مختبر شبكة الفنون والحرف والتصاميم والذي انشأه المشروع.
من جانبه قدم المهندس باهر ادكيدك وهو خبير تصميم وتطوير منتجات ابداعية ومبتكرة واحد افراد طاقم المشروع، عرضاً حول المنتوجات الريادية التي تم تصميمها، وتم عرض تجربة بعض الحرفيين المشاركين.
وفي نهاية حفل اختتام المشروع تم تكريم المؤسسات والجهات التي ساهمت في نجاحه.