مدينة الخليل… مدينة عريقة الجذور… قديمة قدم التاريخ… تمتد نشأتها إلى ما يزيد عن 6000 عام، وفد سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام عليها ضيفا سنة 1900 قبل الميلاد ومنذ ذلك الوقت أصبح يطلق عليها الخليل أو خليل الرحمن نسبة إلى جد الأنبياء إبراهيم الخليل، والخليل ثاني أقدس مدينة إسلامية في فلسطين بعد القدس الشريف.
تقع مدينة الخليل جنوب فلسطين وتبعد 36 كم عن مدينة القدس وترتفع حوالي 1020م عن سطح البحر، ويبلغ عدد سكان محافظة الخليل حوالي 540 ألف نسمة ومساحتها 11400 م2 وهذه المساحة تشكل حوالي 18% من مساحة الضفة الغربية.
البلدة القديمة:
البلدة القديمة أصل الخليل وقلبها النابض تتعرض إلى تهجير مقصود هدفه إفراغها من سكانها الأصليين وتدمير اقتصادها الذي كان يعزز اقتصاد محافظة الخليل بكاملها، حوالي 400 متجر في البلدة القديمة مغلقة إغلاقا تاما معظمها بقرار عسكري إسرائيلي، وبقية المحلات التجارية مغلقة بسبب عدم وجود مشترين بسبب التضييق الذي يتعرض له كل زائر للبلدة القديمة خاصة الشباب منهم، ورغم كل المحاولات التي بذلت لإحياء وإعمار البلدة القديمة إلا أن معظم الجهود تعثرت للخروج بحل يشمل العيش الآمن لأهلنا في البلدة القديمة والذين يعانون بسبب وجود المستوطنين اللذين يسكنون في قلب البلدة القديمة يحرسهم مئات الجنود المدججين بالسلاح.
المسجد الإبراهيمي الشريف:
يعتبر المسجد الإبراهيمي الشريف من أهم المنشآت المعمارية التي ارتبطت باسم مدينة الخليل يقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة الخليل ويحيط بالمسجد سور ضخم بني بحجارة ضخمة بلغ طول بعضها ما يزيد على السبعة أمتار وبارتفاع يقارب المتر.
تعرض المسجد ولا يزال يتعرض لاعتداءات الإسرائيليين بهدف تحويله إلى معبد يهودي ومن أفظع ما تعرض له المجزرة التي ارتكبت في الخامس عشر من رمضان (25/2/1994م) من قبل الطبيب الجندي جولد شتاين أحد مستوطني كريات أربع ، بينما كان المصلون ساجدين في صلاة الفجر،وقد ذهب ضحية هذه المجزرة 29 مصليا ، فضلا عن جرح العشرات ، وعلى أثر المذبحة قسم المسجد بين المسلمين واليهود كسابقة في تاريخ المساجد الإسلامية.
و جائت الطعنة الاخيرة بقرار حكومة نتياهو المتعلق بالحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل بضمه لقائمة ما يسمى "المواقع التراثية للشعب اليهودي"، مما ينبيء بعصر جديد من التهويد وشرارة لأزمة جديدة قد تحدث بين الفينة والاخرى.
قلعة الاقتصاد الوطني:
تعتبر محافظة الخليل قلعة الاقتصاد الوطني والعاصمة الاقتصادية للدولة الفلسطينية المستقلة ، وهذا ما أكدته الإحصاءات الاقتصادية الصادرة عن جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني والتي بينت أنة يوجد في محافظة الخليل 17200 منشأة اقتصادية ، وهو يمثل أعلى معدل بالنسبة لمحافظات الوطن.
أما فيما يتعلق بموضوع الصناعة، فتعتبر محافظة الخليل من أكبر المحافظات الصناعية في فلسطين وتشكل ما نسبته 33% من الاقتصاد الوطني الفلسطيني، وتشتهر محافظة الخليل بصناعة الأحذية والصناعات الجلدية والتي تشكل حوالي 40%من مجمل الصناعات في المحافظة، وصناعة الحجر والتي تشكل 15% وصناعة النسيج 22%والصناعات المعدنية 14%هذا فيما يتعلق بالصناعة والأنشطة الاقتصادية.
كما تشتهر محافظة الخليل بالصناعات التقليدية كصناعة الفخار والزجاج والخزف والثوب والعباءة الفلسطينية والسجاد اليدوي المطرز وغيرها من الحرف الأخرى.
وأما عن الوضع السياحي في محافظة الخليل فتعتبر الخليل مدينة سياحية لما تتمتع به من ميزات جغرافية و تاريخية و بشرية، وعلى الرغم من ذلك فلا توجد سياحة نشطة فيها ، و السبب يعود للدعاية الصهيونية المحكمة التي تضيق الخناق على السياح حال نزولهم في المعابر و المطارات الاسرائيلية ، فضلا عن ان شركات السياحة الاسرائيلية تقوم بحمل السياح في حافلات اسرائيلية ضمن برنامج سياحي مدروس ، و لا يغفل عنا وضع المدبنة السياسي الذي يختلف تماما عن سائر المدن الفلسطينية حيث أنها المدينة الوحيدة المقسمة إلى قسمين H1 و H2 نظرا لوجود الاستيطان الصهيوني فيها و حولها، بل إن مستوطنة كريات اربع هي اقدم مستوطنة في الضفة الغربية اقيمت هذه المستوطنة عام 1968 م . الى جانب خمس بؤر استيطانية في الجزء القديم من المدينة لاشد المستوطنين تطرفا هي : مبنى الدبوية – و تل الرميدة – و مدرسة اسامة بن المنقذ – و بيت ابونا ابراهيم – و منطقة الكراجات.